حمص | أطلقت «التنسيقيات» والمواقع التابعة للمعارضة أمس، نداءات استغاثة لمؤازرة المسلحين في بلدة الزارة في ريف حمص الغربي، إثر اشتداد المعارك بينهم وبين الجيش السوري، في ظل تداول معلومات عن أن الجيش أصبح على مقربة من السيطرة على برج الزارة الأثري لإعلان سقوط البلدة عسكرياً. «يا خسارة الأبطال الشهداء... يا زارة الكل خانوكي»، هذا هو المزاج العام لكل الصفحات المعارضة و«التنسيقيات»، بعد اقتراب الجيش السوري من دخول بلدة الزارة في ريف تلكلخ (في ريف حمص).
وكما جرى في عدة مناطق ساخنة، بدأت محاولات المسلحين في القرية التابعة لريف تلكلخ الاستسلام على دفعات. ففي وقت متأخر من ليل أول من أمس، استسلم للجيش ضابط منشق برتبة نقيب، ومعه 13 مسلحاً على المحور الغربي.
وسبق ذلك استسلام 23 آخرين وتسليم أسلحتهم للجيش أيضاً، ليرتفع بذلك عدد من سلموا أنفسهم خلال الأيام العشرة الماضية إلى 70 مسلحاً. وعلى المحور الشرقي، يؤكد العسكريون أن السيطرة على تلة ونوس جعلت القرية الحصينة تحت مرمى نيران الجيش.
وعلمت «الأخبار» أن ناشطين إعلاميين وميدانيين أصبحوا في لبنان منذ عدة أيام، وهربوا من نيران المعارك التي تحرق المكان، تاركين مقاتلي البلدة لمصيرهم، بعد أشهر طويلة من تحريضهم على العصيان المسلّح ضد الدولة السورية. «راح البرج والقصر والخنادق من ناح قميري... ما رح نلاقيهن إلا صاروا فوق راسنا»، استغاثات المسلحين هذه سمعها العسكريون السوريون عبر اللاسلكي في الزارة. أحد القادة العسكريين في الجيش السوري نفى في حديث مع «الأخبار» سيطرة الجيش حتى اللحظة على برج الزارة الأثري، بل يفصله عن قوات الجيش السوري ما لا يزيد على 50 متراً. «المتر غالٍ ومكلف في الزارة»، حسب تعبير الضابط السوري.
ويضيف: «لم يبق أكثر من 50 مسلّحاً يقاتلون في البلدة، بعد هرب معظمهم ومقتل آخرين بالإضافة إلى تسليم الباقين أنفسهم بأعداد كبيرة». المسلحون المستسلمون الذين تمّ سوقهم إلى مركز بلدة تلكلخ، سوريو الجنسية، وهم بمعظمهم من أبناء الزارة. وقضى في الاشتباكات أمس مقاتل ينتمي إلى قوات الدفاع الوطني في حمص.

يمكنكم متابعة مرح ماشي عبر تويتر | @marah_mashi