أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة خلال مراسم تأبين للشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في ضاحية بيروت الجنوبية، أن الجيش الأميركي «سيدفع الثمن»، وسيضطر إلى الانسحاب «مذلولاً».وقال نصر الله إن «القصاص العادل هو (من) الوجود العسكري الأميركي في المنطقة: القواعد العسكرية الأميركية، البوارج العسكرية الأميركية، كل ضابط وجندي في المنطقة»، مؤكداً أن «الشعب الأميركي والمدنيين الأميركيين غير مستهدفين». وتخللت الكلمة هتافات من الحاضرين تنادي بـ«الموت لأميركا، ولبيك نصر الله».
واذ دعا نصر الله أن يكون الردّ من فعل كل «محور المقاومة» في المنطقة، تابع بالقول: «عندما تبدأ نعوش الجنود والضباط الأميركيين بالعودة الى الولايات المتحدة، سيدرك ترامب وإدارة ترامب أنهم خسروا المنطقة وسيخسرون الانتخابات». وأضاف أنه «يجب أن تكون إرادتنا في محور المقاومة التالي: الرد على دماء قاسم سليماني وأبو مهدي هو إخراج القوات الأميركية من كل منطقتنا».
كذلك، دعا نصر الله الشعب العراقي إلى طرد كل الجنود الأميركيين من العراق، بالقول: «أيها الشعب العراقي الأبيّ، أضعف الإيمان بالرد على جريمة قتل قاسم سليماني هو إخراج القوات الأميركية من العراق وتحرير العراق من الاحتلال الجديد».

«تشييع في الأهواز ومشهد»
شيّعت حشود غفيرة من الإيرانيين، اليوم، جثامين الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما، في الأهواز، قبل أن تصل إلى مدينة مشهد، على أن تنقل في وقت لاحق إلى مدن طهران وقم، ومن ثم كرمان لاستكمال مراسم تشييع سليماني ودفنه.
ووصلت الجثامين إلى إيران بعد إقامة صلاة الجنازة في النجف، وتم تأجيل تشييع جثمان المهندس في العراق، إلى ما بعد إجراء فحص الحمض النووي (DNA) في إيران، وفق ما أعلن «الحشد الشعبي»، الذي قال إن «تشابك الأشلاء بين جثمان الحاج المهندس مع جثمان الحاج قاسم سليماني ومرافقيه استدعى إجراء الفحص لأجسادهم في العاصمة الإيرانية طهران».
وتجمعت حشود ضخمة اليوم في عاصمة محافظة خوزستان، التي كانت نقطة محورية في الحرب الإيرانية ـــ العراقية، حيث بدأ نجم سليماني يلمع في ساحة مولوي. وأظهرت مشاهد فيديو التقطت من الجو حشداً كبيراً يتوجه إلى مكان التجمع، وتحدث الإعلام الإيراني عن «عدد لا يحصى من المشاركين»، وذلك بعدما احتشد الآلاف أمس في بغداد، في تشييع الشهداء، وهتف المشاركون بعبارات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

«لن نحاور تحت التهديد»
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن بلاده لن «تحاور الولايات المتحدة تحت التهديد». ووصف موسوي، في مؤتمر صحافي بالعاصمة طهران اليوم، رسالة الإدارة الأميركية إلى بلاده بـ«غير المحترمة»، مضيفاً أن إيران «قدمت الرد المناسب على الرسالة التي تلقّتها عقب اغتيال سليماني، عبر السفارة السويسرية في طهران، من دون أن يفصح عن فحوى الرسالة والرد عليها.

«52 هدفاً للولايات المتحدة»
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن «أي عمل عسكري أميركي مقبل ضد إيران سيكون ضمن إطار القانون الدولي»، وذلك بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بضرب مواقع إيرانية. وكان ترامب قد قال أمس، عبر تغريدة على «تويتر»، إن «مواقع ثقافية إيرانية مهمة هي على لائحة من 52 هدفاً للولايات المتحدة، في حال ردّت إيران على مقتل الجنرال قاسم سليماني».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان ترامب يهدد بارتكاب جريمة حرب بحق إيران، أكد بومبيو «سنتصرف ضمن إطار القانون، بما يمليه النظام»، مضيفاً في حديث مع قناة «ABC» الأميركية: «لطالما فعلنا، وسنفعل دوماً». وفيما رفض الوزير إعطاء تفاصيل بشأن الأهداف المحتملة، إلّا أنه أكد أن ترامب «لن يتوانى أبداً عن حماية أميركا».
ولفت إلى أن «على الشعب الأميركي أن يدرك أن أي هدف نضربه سيكون هدفاً قانونياً، ولمهمة واحدة، هي حماية أميركا والدفاع عنها».
في المقابل، اتهم الديموقراطيون ترامب بالتهديد بخرق معاهدة جنيف التي تنص على أن استهداف مواقع ثقافية يعدّ جريمة حرب. وكتبت عضو مجلس الشيوخ إليزابيث وارن، المرشحة للانتخابات الرئاسية التمهيدية في الحزب «الديموقراطي» في تغريدة: «أنت تهدّد بارتكاب جريمة حرب. نحن لسنا في حرب مع إيران. الشعب الأميركي لا يريد حرباً مع إيران».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد ردّ على تغريدة ترامب أمس بتغريدة اعتبر خلالها أن «استهداف مواقع ثقافية جريمة حرب».

السعودية تدعو إلى «ضبط النفس»
نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول سعودي قوله اليوم إن «واشنطن لم تتشاور مع الرياض بشأن اغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني».
وأضاف المسؤول أنه «نظراً إلى التطورات السريعة، تؤكد المملكة أهمية ضبط النفس للوقاية من أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد».
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد دعت الجمعة الماضي إلى ضبط النفس، بينما طالب الملك سلمان بن عبد العزيز بإجراءات عاجلة «لخفض التوتر»، في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وفي اتصال هاتفي آخر مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، شدّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «على ضرورة تهدئة الوضع»، كما ذكرت الوكالة.
واليوم، حذّرت السفارة الأميركية في الرياض مواطنيها المقيمين بالقرب من قواعد عسكرية ومنشآت نفطية في المملكة من «خطر متزايد من هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة».
من جهتها، ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية أن بن سلمان كلّف شقيقه الأصغر نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان التوجه إلى واشنطن ولندن في الأيام المقبلة لنقل هذه الدعوة إلى ضبط النفس.
وقالت الصحيفة إن «الأمير خالد سيلتقي كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتَي الخارجية والدفاع في واشنطن».