شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة تلفزيونية، بثت أول من أمس، هجوماً هو الأعنف على السعودية وقطر، اللتين اتهمهما بإعلان الحرب على العراق، معتبراً أن الرياض تبنت «دعم الإرهاب» في المنطقة والعالم، في وقت أعلنت فيه اللجنة الأمنية في محافظة بابل انتهاء حصيلة تفجير الحلة عند 160 قتيلاً وجريحاً، مؤكدة أن مجلس المحافظة قرر الحداد ثلاثة أيام واستجواب قائد شرطة بابل.
ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد بأن السعودية وقطر تزعزعان استقرار العراق، قال المالكي «إنهم يهاجمون العراق عبر سوريا وبشكل مباشر، وقد أعلنوا الحرب على العراق وكذلك على سوريا، ومع الأسف الخلفيات طائفية وسياسية». وتابع إن «هاتين الدولتين هما مسؤولتان بالدرجة الأولى عن أزمة العراق الطائفية والإرهابية والأمنية».
واتهم رئيس الوزراء العراقي في أوضح وأشرس هجوم يشنه على السعودية وقطر، هاتين الدولتين الخليجيتين بتحفيز المنظمات الإرهابية، وبينها القاعدة و«دعمها سياسياً وإعلامياً» ودعمها كذلك «السخي مالياً بشراء الأسلحة لصالح هذه المنظمات الإرهابية».
ورأى المالكي أن السعودية وقطر تشنان «حرباً معلنة على النظام السياسي في العراق»، وأنهما تؤويان «زعماء الإرهاب والقاعدة الطائفيين والتكفيريين، وتجندان الجهاديين هؤلاء الذين يأتون من دول أوروبية، كالذين جاؤوا من بلجيكا وفرنسا ودول أخرى». وتابع: من الذي جاء بهم؟ جاءت بهم لجان مشكلة من السعودية لكسب هؤلاء الجهاديين للقتال في العراق، وفي الوقت الذي أصدرت فيه السعودية قراراً «يمنع السعوديين من القتال في الخارج»، فإنهم «يذهبون إلى تجنيد ناس من المغرب العربي ودول أخرى».
كما رأى المالكي أن «الموقف السعودي الخطير يعتبر المتبني للإرهاب في العالم، يدعمونه في سوريا والعراق ولبنان ومصر وليبيا، وحتى في دول خارج المجموعة العربية».
وحول ما إذا كان العراق قد قام بتحرك ضد السعودية التي تملك حدوداً مع ثلاث محافظات عراقية، هي: الأنبار والنجف والمثنى، أو قطر، أو ما إذا كان ينوي فعل ذلك، قال المالكي «لا نريد أن نوسع من دائرة المواجهة، إنما نقول لهم بضرورة الوعي بأن دعمهم للإرهاب سيعود عليهم، لأن تركيبتهم الاجتماعية أيضاً قابلة لأن تجتمع فيها نار وطائفية».
من جهة أخرى، اعتبر المالكي أن السيد مقتدى الصدر الذي سبق وشن هجوماً لاذعاً على المالكي، «حديث على السياسة» و«لا يفهم أصول العملية السياسية»، و«ما يصدر عن مقتدى الصدر لا يستحق الحديث عنه». وأضاف «الدستور لا يعني شيئاً عند مقتدى الصدر وهو لا يفهم قضية الدستور».
وقد استدعى موقف المالكي من الصدر رداً من كتلة الأحرار النيابية التي كانت تتبع للصدر قبل تركه للسياسة، فاعتبر النائب عن الكتلة أمير الكناني أن «كلام رئيس الحكومة لا يستحق الرد، لأنه فقد صدقيته مع شركائه، كما أنه اعتاد التصعيد قبيل الانتخابات لحصد الأصوات، قبل أن يبدأ بـالتذلل إلى الكتل التي هاجمها بعد الثلاثين من نيسان المقبل».
بدوره، جدد زعيم «ائتلاف الوطنية» اياد علاوي، أمس، دعوته إلى «استقالة» حكومة نوري المالكي وتشكيل حكومة تصريف أعمال حتى إجراء الانتخابات البرلمانية. وأكد علاوي في مؤتمر صحفي أن الحكومة الحالية «حجمت دور رئاسة الجمهورية والقضاء وتحاول إسقاط البرلمان بالكامل». وشدد علاوي على أن «سياسة الحكومة التي بنيت على المحاصصة السياسية والطائفية هي سياسة حاضنة للإرهاب»، لافتاً إلى أنه «لدينا اتصالات مع قوى سياسية عبرت عن عدم رضاها عن العملية السياسية للمضي بموضوع حكومة تصريف الأعمال».
في هذا الوقت، قال نائب رئيس اللجنة الأمنية في محافظة بابل حسن فدعم، إن «الحصيلة النهائية لتفجير السيارة المفخخة التي استهدفت نقطة تفتيش أمنية في منطقة الآثار شمالي الحلة، بلغت 40 قتيلاً، فيما أصيب 120 شخصاً بجروح متفاوتة».
(الأخبار، أ ف ب)