أكد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أمس، أن «بعض الشركاء السياسيين يوفرون الغطاء للإرهاب ولحزب البعث» المنحل، مشيراً إلى أن الداعمين للقاعدة والبعث يتحدثون عن الإرهاب الأعمى على أنه قضية طائفية.وقال المالكي، في كلمة القاها خلال افتتاح مبنى جديد لمقر مؤسسة الشهداء، إن «العراق اليوم اصبح أمام جريمة لها وجهان: الأول البعث، والأخر القاعدة وتنظيماتها ومن يشكل لها دعماً في الداخل والخارج، أو من يشكل لها غطاءً»، مبيناً أن «البعث له أغطية لا تزال مستمرة وتعتمد على الإرهاب».

واعترف المالكي بوجود موالين لحزب البعث في المؤسسات الحكومية، واتهمهم بـ«عرقلة معاملات ضحايا النظام السابق والعمليات الإرهابية بحجج واهية لأنهم يعرفون هم من سفك الدماء وارتكب الجرائم»، فيما أكد أن بعض الشركاء يرفضون إدانة جرائم البعث؛ «لأنهم كانوا مستفيدين منه». ولفت إلى أن «الداعمين للقاعدة والبعث يتحدثون عن الإرهاب الأعمى على أنه قضية طائفية، وأن الجيش العراقي شيعي، ومن يواجههم ليس داعش».
وتابع: «إن هؤلاء عميت عيونهم عن رؤية لافتات القاعدة وشعاراتها في ساحات الاعتصام كما يسمونها، وعميت عيونهم عن رفع صورة صدام حسين وعلم الحزب التي رفعت فيها، وعن اعترافات الذين تدربوا وتسلموا منها السيارات المفخخة والأجانب المعدين للعمليات الانتحارية».
وتساءل المالكي: «ما هي مطالب الأفغاني والليبي والباكستاني والهندي الذين يقاتلون في هذه المناطق؟ هل يريد مني تعييناً؟ هل يريد سكناً، أم يريد مساعدات مالية؟»، لافتاً إلى أن «هناك من كان يعمل سنة كاملة في ساحات الاعتصام وتخندقوا وحفروا الإنفاق وبنوا تحت الأرض واستوردوا مختلف أنواع الأسلحة». وأوضح: «ليست الأنبار مستهدفة وحدها، وإنما كانت البداية منها وكان كل العراق مستهدفاً، في مؤامرة كبيرة».
وأضاف المالكي أن «الارهابيين قالوها لو صبرتم لنا ثلاثة أسابيع لأعلنا الدولة واعترفت بنا دول ذكرت أسماءها سابقاً».
من جهة اخرى، ردت السعودية على اتهامات المالكي بدورها في «رعاية الإرهاب»، ووصفت الاتهامات بأنها «تصريحات عدوانية وغير مسؤولة»، وتهدف إلى «التغطية على اخفاقات المالكي الداخلية».
ونقلت وكالة «فرانس برس»، عن مصدر سعودي قوله إن «السعودية تعبر عن استهجانها واستغرابها للتصريحات العدوانية وغير المسؤولة الصادرة عن رئيس الوزراء العراقي واتهم فيها المملكة جزافاً وافتراءً بدعم الإرهاب في العراق».
وأكد المصدر أن «الغاية من التصريحات محاولة قلب الحقائق وإلقاء اللوم على الآخرين لتغطية إخفاقات رئيس الحكومة العراقية في الداخل». ورأى المصدر أن «الاخفاقات وضعت العراق تحت خدمة أطراف إقليمية أسهمت في إذكاء نار الفتنة الطائفية بشكل لم يعهده العراق في تاريخه»، مؤكداً أن «سياسات المالكي تعرض العراق لمخاطر تهدد وحدته الوطنية والترابية». وأضاف: «إن نوري المالكي يعلم جيداً قبل غيره موقف المملكة الواضح والقاطع ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره»، خاتماً بالقول إنه «كان حرياً بالمالكي أن يتخذ السياسات الكفيلة بوضع حد لحالة الفوضى والعنف التي يغرق فيها العراق على صعيد يومي، وبمباركة ودعم واضح للنهج الطائفي والإقصائي لحكومته ضد مكونات الشعب».
(الأخبار، أ ف ب)