ريف دمشق | أعلن الجيش السوري أمس السيطرة على مزارع ريما المتاخمة ليبرود في القلمون شمالي دمشق، والتي تقدّر مساحتها بحوالي 20 كم مربع. وشهد محيط البلدة في اليومين الماضيين، اشتباكات عنيفة، أدّت الى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف المسلّحين، وسقوط عدد من الجنود.
مصدر عسكري قال لـ«الأخبار»: «أتمّ الجيش الخطوة الأولى من معركة يبرود، وهي السيطرة على الجيوب المحيطة بها، والتي كان مطلوباً منها أن تعيق أي معركة جدّية على أراضي البلدة مباشرةً». ويلفت عسكريون في الميدان إلى أن مزارع ريما، إضافة إلى بلدة السحل، مثّلتا هامشاً للمناورة يستفيد منه المسلّحون في مقاومة تقدّم الجيش، تساعدهم في ذلك تضاريس المنطقة الوعرة. وتتضمّن مزارع ريما موقعي الكويتي والقطري، وهما مرتفعان يكشفان أجزاءً واسعة من مزارع ريما وبلدة يبرود
من جانبها، نفت مصادر معارضة الأنباء عن سيطرة الجيش على مزارع ريما، وأكدّت أنها لا تزال تحتفظ بشريط بعمق 2 كم في محيط يبرود من جهة مزارع ريما. المصدر العسكري وصف حديث المعارضة هذا بـ«المضلّل» وعلّق بالقول: «هم يخلطون ما بين الأرض التي تجري عليها الاشتباكات حالياً، والأراضي التي يسيطرون عليها. والحقيقة أن الاشتباكات تتواصل الآن في محيط البلدة القريب، الذي يعد ضئيلاً جدّاً مقارنة مع مساحة مزارع ريما».
وفي دمشق، سقطت قذائف هاون في سوق منطقة الزلطاني ما إدى إلى استشهاد اثنين من المدنيين، وجرح 6 آخرين. وفي الريف الجنوبي للعاصمة، تواصلت الاشتباكات في مخيّم اليرموك، جنوبي دمشق، بين مقاتلي «جبهة النصرة» وبين القوة الفلسطينية المشتركة ومقاتلي «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــــ القيادة العامة». وأفادت مصادر فلسطينية لـ «الاخبار»، أن «وفداً من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة وزير العمل الفلسطيني أحمد مجدلاني سيصل إلى دمشق اليوم، ليناقش مصير المبادرة الفلسطينية مع الحكومة السورية وبقية الأطراف في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدها مخيّم اليرموك، والمتمثّلة بعدول جبهة النصرة عن قرارها الخروج من مخيّم اليرموك». وأكّدت المصادر أن «الوفد سيطرح مبادرة ثالثة جديدة، من المرجّح أن يتركّز مضمونها على وحدة العمل الفلسطيني المسلّح في مواجهة كل أنواع المسلّحين الذين يستخدمون مخيم اليرموك ساحة للحرب». وأكّدت مصادر من داخل مخيم اليرموك، لـ«الأخبار»، «تردّي الوضع الإنساني فيه على نحوٍ كبير، بعد حالة شبه التوقف عن العمل في مستشفى فلسطين نتيجة لاعتقالات النصرة وداعش لمعظم كوادره».
واستمرت المعارك في مناطق الغوطة الشرقية (ريف دمشق)، لا سيّما في حي جوبر، حيث أكّدت مصادر ميدانية رسمية لـ«الأخبار» أن «الاشتباكات العنيفة في هذا الحي لم تتوقّف منذ أيام، وأن حصيلتها كانت كارثية على مسلّحيه، فالعشرات منهم تراوح مصيرهم ما بين القتل أو الإصابة أو الأسر، بالقرب من الجامع الكبير وبالقرب من الحمّام العتيق». أما في دوما، فأفادت مصادر ميدانية بقتل 10 مسلّحين من خلال ضرب تجمّع لهم في المدينة. وقتل الجيش ليل أول من أمس 13 مسلّحاً بكمين قرب حاجز الصمادي في مخيّم الوافدين، المتاخم لدوما، وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن «مسلّحين كانوا قد تسلّلوا من دوما إلى المخيّم لزرع عبوات ناسفة في نقاط معينة منه».
الى ذلك، سوّيت أوضاع 15 مسلّحاً أمس في بلدة سبينة، الواقعة في الريف الجنوبي، وأكّد أحد أعضاء لجنة المصالحة الوطنية في البلدة لـ«الأخبار» أنّه «ستجري تسوية أوضاع مسلّحين جدد، عددهم كبير، خلال الأيام القادمة».
وفي القامشلي، استشهد 8 مدنيين في تفجير انتحاري استهدف أحد الفنادق في المدينة في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا. وأقدم على التفجير 3 انتحاريين، فيما قتل الرابع بالرصاص بحسب مصادر ميدانية لـ«الاخبار». من جهتها، أكّدت الإدارة العامة لـ«أسايش كردستان سوريا» أنّ منفذي التفجير هم من أصول «مصرية وتونسية وسعودية»، وأنّ 4 منهم قتلوا خلال التفجير، فيما اعتقلت قوات «الاسايش» 3 منهم. وقالت عضو الإدارة العامة، آيتان فرات في «كردستان سوريا» «إنّ الهجمات التي استهدفت مبنى البلدية في مدينة قامشلو هي هجوم ضد الشعب والمرحلة والمكتسبات والخطوات الإيجابية التي حققها الشعب الكردي». وتبّنى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» هذا التفجير في بيان أصدره في ما بعد. كذلك اعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تنظيم «داعش» أعدم 22 شخصاً إثر سيطرته على منطقة الشيوخ في ريف مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا. وقال المرصد ان «القتلى هم 12 مسلحاً من المعارضة، وعشرة رجال آخرين لم يُعرف ما إذا كانوا يحملون السلاح».
مقتل 13 ألف مقاتل!
على صعيد آخر، أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أنها وثقت مقتل 13 ألفا و64 مقاتلا من المعارضة السورية المسلحة، منذ بداية الأزمة وحتى نهاية كانون الثاني الماضي، سقط أكثرهم في محافظة ريف دمشق، وحلب، ودرعا وحمص. وبحسب بيان صدر عن الشبكة أمس، قتل في محافظة ريف 2436 مسلحا خلال 3 سنوات، تلتها حلب بسقوط 1993 مسحا، فيما سقط في درعا 1937 مسلحا. كما قتل في حمص 1712 مسلحا، وفي إدلب 1629، في حين قتل في دير الزور 1054، وفي حماة 887، وفي دمشق 637، وكذلك سقط في اللاذقية 204 مسلح، وفي الرقة 194، وفي القنيطرة 782، أما في الحسكة فقتل 116 مسلحا، وفي طرطوس 31، وفي السويداء 22 مسلحا.
تجدر الاشارة الى أن «المرصد السوري» المعارض ذكر أن معارك الجماعات المسلّحة المعارضة، «جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين» و«الجبهة الاسلامية» من جهة و«الدولة الاسلامية في العراق والشام» من جهة ثانية، أسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف مسلّح منذ كانون الاول الماضي 2013 وحتى شباط 2014.
(الأخبار، الاناضول، سانا، أ ف ب)