وصل الوفد الروسي التقني إلى العاصمة التركية أنقرة أمس، ليبدأ سلسلة اجتماعات قد تستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، تاريخ بدء تنفيذ البند الثالث من «اتفاق موسكو» الأخير، الذي يقضي بفتح الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية (M4)، عبر ممر آمن تتشارك فيه القوتان الروسية والتركية، وذلك في وقت نقلت فيه وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصادر عسكرية أن تركيا «بدأت سحب الأسلحة الثقيلة من نقاط المراقبة في إدلب... بناءً على الاتفاق». يأتي ذلك بعدما أنهى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان زيارته لبروكسل، حيث عقد لقاء مع «حلف شمال الأطلسي» والاتحاد الأوروبي لبحث قضية اللاجئين الذين يتدفقون إلى الحدود مع اليونان، بعدما فتحت بلاده الحدود أمامهم لابتزاز الغرب والحصول على دعم في معارك إدلب الأخيرة. في طريق عودته، أعلن إردوغان أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيزوران إسطنبول الأسبوع المقبل لمناقشة الأزمة، وأن القمة ستكون رباعية في حال تمكّن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من الانضمام.في سياق متصل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين أن بلادهم تناقش مع شركائها في «شمال الأطلسي» ما يمكن أن يقدموه إلى تركيا كمساعدة عسكرية في إدلب، وكذلك الإجراءات التي قد تُتّخذ «إذا انتهكت روسيا والحكومة السورية وقف إطلاق النار». يتقاطع ذلك مع كلام المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، من بروكسل: «نبحث عمّا يمكن لشمال الأطلسي فعله... كل شيء مطروح على الطاولة». لكن جيفري، الذي كان يتحدث وبجانبه السفير الأميركي في تركيا ديفيد ساترفيلد، استبعد استخدام القوات البرّية في حال انتهاك وقف النار، مشيراً إلى «حاجة أنقرة إلى توضيح موقفها من شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية (إس-400)». بالتوازي، كان إردوغان يقول للصحافيين في رحلة العودة من بروكسل: «قدمنا هذا العرض إلى الولايات المتحدة حول باتريوت: إذا كنتم ستعطوننا باتريوت، فلتفعلوا ذلك. نستطيع أيضاً شراءها منكم». وأضاف: «هم خفّفوا (موقفهم) كثيراً بشأن قضية إس-400، ويريدون منا وعداً بألا نجعل منظومة إس-400 تعمل».
في شأن آخر، أوضح إردوغان التوجه التركي بخصوص منطقة شرقي الفرات، إذ تكلم على إمكانية إعادة إعمار سوريا «من الأموال التي ستُجنى من النفط المتوافر» هناك. وقال: «عرضت فكرة تسخير أموال النفط السوري لإعادة إعمار البلاد على السيد (فلاديمير) بوتين، وقال لي هذا أمر ممكن، وكذلك بإمكاننا طرح هذا العرض على السيد (دونالد) ترامب». ربطاً بذلك، قال «المرصد السوري المعارض» أمس، إنَّ الأسواق في المناطق الخاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام»، والفصائل المسلَّحة الأخرى في شمال غرب سوريا، «شهدت انخفاضاً طفيفاً في أسعار المواد النفطية، وذلك مع بدء دخول مادة المازوت المكرّر بدائياً من مناطق سيطرة قسد، بعد انقطاع لخمسة أشهر إبان العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي وفصائل الجيش الحر المدعومة منه في ريفي الحسكة والرقة».