أطلقت الشرطة السودانية قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق تظاهرة لإحياء الذكرى الأولى لـ«اعتصام القيادة العامة بالخرطوم»، بدعوى التحرز من تفشّي فيروس كورونا المستجد. وبثّ ناشطون سياسيون عبر حساباتهم في مواقع التواصل مقاطع مصوّرة لإطلاق قنابل غاز وتفريق التظاهرة المحدودة في العاصمة مساء أمس. وسبق ذلك أن أغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي، علماً بأن الجيش نشر منذ مساء أول من أمس تعزيزات في محيط مقر القيادة العامة، بعدما دعت «لجنة العمل الميداني» لـ«قوى الحرية والتغيير» (الإطار الجامع للقوى المنظمة للاحتجاجات التي أطاحت نظام عمر البشير) إلى إحياء الذكرى الأولى للاعتصام وفق تدابير الوضع الصحي الراهن للبلاد. وقالت اللجنة، في بيان، إن الاحتفالات ستكون مقتصرة على «ترديد هتافات الثورة ورفع علم السودان في شرفات المنازل والسيارات والشوارع، وإضاءة الهواتف النقالة في تمام الساعة 8 مساءً».
والاعتصام المذكور يعود إلى نيسان/أبريل 2019، حين أعلن الجيش إطاحة البشير الذي حكم 30 عاماً بعد أيام على بدء الاعتصام، لكنّ المحتجين واصلوا اعتصامهم أمام قيادة الجيش مطالبين بحكومة مدنية. ثم في الثالث من حزيران/يونيو اللاحق، أقدم مسلحون بملابس عسكرية على تفريق المعتصمين بالقوة، ما أدى إلى مقتل 128 شخصاً، وفق المحتجين، فيما قالت الحكومة إن العدد بلغ 89.
وعملياً، لا يعدّ السودان ضمن الدول التي سجّلت أرقاماً عالية بـ«كورونا»، إذ إنه حتى مساء الأحد الماضي، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الإصابات إلى 12 بينها حالتا وفاة.
(أ ف ب، الأناضول)