اعتبرت دمشق قرار واشنطن إغلاق بعثاتها الدبلوماسية «إجراءً تعسفياً» و«بدعة سياسية وقانونية»، فيما رأت موسكو أنّ الولايات المتحدة تخلّت بهذه الخطوة عن دور «الراعي» لمفاوضات السلام في سوريا. واعتبرت الخارجية السورية، في بيان، أنّ الولايات المتحدة «قامت بانتهاك واضح لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والعلاقات القنصلية»، بلجوئها الى «اجراء تعسفي بعد انتهاء مهمة الدبلوماسيين السوريين المعتمدين في واشنطن، عندما لم تسمح لبدلائهم بالالتحاق بعملهم».
وأضافت أنّ «الخارجية الأميركية خرجت ببدعة سياسية وقانونية حين نسفت المبدأ القانوني الأساسي للعمل القنصلي، وهو إقحام القنصليات الفخرية بالشأن السياسي وإخراجها عن الغايات والأهداف لعملها الموقوف على خدمة الرعايا والحفاظ على مصالحهم، إضافة إلى قيامها بتعليق أعمال سفارتنا في واشنطن ونزع الحصانات والامتيازات للسفارات والقنصليات والتضييق على العاملين فيها».
وفي موسكو، نقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن وزارة الخارجية الروسية وصفها الخطوة الأميركية بالـ«أحادية»، معتبرةً أنّ الأميركيين «يحرمون أنفسهم عملياً دورَ الراعي لعملية التسوية السياسية في سوريا، وهم أصبحوا طوعاً أو إكراهاً لعبة في يد المعارضة السورية الراديكالية التي تضم في صفوفها إرهابيين يرتبطون بتنظيم القاعدة». وقالت موسكو إنها تنظر إلى هذه الخطوة بـ«قلق وخيبة أمل».
لكن واشنطن رفضت الاتهامات السورية والروسية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية، جنيفر بساكي: «نحن لا نلتزم فقط القانون الدولي، ولكن كذلك بميثاق فيينا الخاص بالعلاقات الدبلوماسية». وشدّدت على أنّ الإدارة الأميركية «لا تزال ملتزمة الحل السلمي وتركز عليه». وقالت: «نحن لا نزال شريكاً نشطاً وملتزماً هذه العملية»، إلا أنّها جدّدت تأكيد بلادها أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته في قيادة بلاده.
في سياق آخر، ذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا سلمت نحو نصف ترسانتها من الأسلحة الكيميائية، بما فيها المخزون الكامل لغاز الخردل.
وقالت المنظمة في بيان إنه جرى نقل شحنتين خلال الأسبوع الماضي من ميناء اللاذقية إلى سفن نروجية ودانماركية لتدميرها خارج سوريا.
وسلمت سوريا كامل مخزونها من غاز الخردل، وهو المادة الكيميائية الوحيدة في سوريا التي لا تحتاج إلى خلطها قبل استعمالها، بحسب المنظمة.
(الأخبار، أ ف ب)