يبرود | يوماً بعد يوم، وبعد سيطرة الجيش السوري عليها، تتكشّف أهمية عاصمة القلمون، يبرود، كصاحبة الدور الأبرز في التخطيط للعمليات الإرهابية، خارج سوريا، وتحديداً في لبنان. أول من أمس، عُثر على أهم المصانع التي كان يجري فيها تفخيخ سيارات ذات أرقام لبنانية، ومن ثم إرسالها إلى مناطق باتت معروفة.
في المخزن الذي يقع في الجهة الغربية من يبرود، وداخل أحد الأحياء المعزولة، اتّخذ المسلحون من بناء قيد الإنشاء مصنعاً لهم. صواريخ وقذائف هاون، بعضها جاهزة. والأهم من ذلك، أن المخزن يضم كل الأدوات اللازمة للحصول على سيارة معدّة للتفجير.
ويوم أمس، كشف مصدر أمني لـ«الأخبار»، أن الجيش السوري ضبط في يبرود «أكثر من عشرين سيارة لبنانية مسروقة، إضافة إلى مصنع العبوات والصواريخ». كذلك عثر على «13 سيارة لبنانية في بلدة رأس العين» التي أحكمت السيطرة عليها أمس.
السيطرة على يبرود ورأس العين وضبط السيارات اللبنانية يعني خفض عدد السيارات المفخخة التي كان المسلحون ينوون إرسالها إلى لبنان، بحسب المصدر. والسيطرة على بلدتي فليطا ورأس المعرة، المقابلتين لبلدة عرسال، سيقلّص أكثر من قدرة المسلحين على تهريب هذه السيارات. ويسلك الانتحاريون طريقهم من فليطا ورأس المعرة باتجاه لبنان عبر طرق عدّة، أهمها المعابر التي استطاع الجيش أن يسيطر على 10 من أصل 18 منها، غالبيتها في مناطق وعرة، ومن السهل التسلل إليها وعبرها. هذه المعابر ستصبح آمنة تماماً بعد السيطرة على فليطا ورأس المعرة، بحسب ما يقول المصدر. ويواصل الجيش عملياته العسكرية بكثافة في فليطا. وتشير المصادر إلى أن «أيام استعادتها معدودة».  
لكن هل تكفي السيطرة على هاتين البلدتين وتأمين المعابر لمنع السيارات المفخخة من التسلل إلى لبنان؟ «للأسف لا»، يجيب المصدر، مضيفاً: «فجرود عرسال المتصلة بسوريا تشكّل خطورة كبيرة؛ إذ إن المعدات والمواد التي عثر عليها في المصنع في يبرود هي نفسها موجودة في جرود عرسال».
الخلاصة إذاً، لا يقتصر الأمر على تأمين المعابر الحدودية للحد من تسلّل السيارات المفخخة باتجاه لبنان وضبط «معابر الموت»، بل المشكلة في منطقة لبنانية أصبحت تشكّل بؤرة إرهابية وفتيلاً لفتنة مذهبية خطيرة، إن لم تجرِ معالجتها، بحسب المعنيين.


يمكنكم متابعة رشا أبي حيدر عبر تويتر | @RachaAbiHaidar