أطلق «المجاهدون» الذين هاجموا بلدة كسب، أمس، على معركتهم اسم «غزوة الأنفال»، وشارك فيها كلٌّ من «كتائب أنصار الشام» و«جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام». وتُعد الأخيرة واحدة من أخطر المجموعات «الجهادية»، برغم بعدها عن الضوء. وسبق أن شاركت في عدد من المعارك في ريف اللاذقية وحلب.
ومن أبرز «خصائصها» أن كل أفرادها من «المهاجرين»، وكان الانتساب إليها حتى وقت قريب وقفاً على المغاربة.
وكانت «شام الإسلام» من المجموعات التي اجتاحت قرى ريف اللاذقية الشمالي في آب الماضي، وارتكبت مجازر. ويُرجح أنها المسؤولة عن خطف الشيخ البارز بدر الدين غزال، من قرية بارودة، ثم تسليمه لـ«جبهة النصرة» التي نشرت صوراً تقول فيها إنها قتلته. وفقدت «الحركة» في تلك المعارك أحد أبرز قادتها، وهو «أبو حمزة المغربي»، الذي كان أيضاً معتقلاً سابقاً في غوانتنامو.
مؤسس «الحركة» وقائدها هو المغربي إبراهيم بن شقرون، الشهير بـ«أبو أحمد المهاجر». ويقول مصدر «جهادي» لـ«الأخبار» إن بن شقرون وهو من مواليد 1979«نفر إلى الجهاد في أفغانستان عام 1999، حيث مكث بين الجبهات والمعسكرات إلى أن بدأت هجمة الناتو أواخر عام 2001»، حيث ألقي القبض عليه، بعد حادث سير.
ونقل إلى معتقل «غوانتنامو» الشهير. وبقي فيه حتى عام 2004، حين رُحّل إلى المغرب. وفي بلاده، أطلقه الأمن المغربي، ثم أعاد اعتقاله مع عناصر سلفيين جهاديين مغاربة، إثر محاولته تأسيس تنظيم «جهادي» باسم «حركة التوحيد والجهاد». وحكم عليه بالسجن ست سنوات. فور الإفراج عنه (أواخر 2011) توجه بن شقرون، برفقة عشرين مغربياً إلى سوريا.
عبَر الحدود التركية، واتجه فوراً إلى ريف اللاذقية الشمالي حيث بدأ باستقطاب «جهاديين» من المغرب في الدرجة الأولى، وليبيا في الدرجة الثانية. وهو يرتبط بصلات وطيدة مع «الشيخ» السعودي عبد الله المحيسني، الذي بات أبرز العرّابين الجدد للنشاط «الجهادي» في سوريا. وفي تشرين الأول 2013 أعلن تشكيل «حركة شام الإسلام»، بتمويل سعودي، وتنسيق مع المحيسني.
وينص ميثاق «الحركة» على أن «الجهاد ليس موجها ضد الغزاة فقط، بل يشمل المرتدين ايضا».
ويقول الميثاق إن «كل من ظاهر المرتدين وقاتل المسلمين والمجاهدين، وأعان على ذلك من جنودهم وشرطتهم ورجال أمنهم وأعوانهم الذين يدافعون عنهم ويأتمرون بأمرهم، داخل في طائفة الردة العامة الواجب قتالها».
وإن «جميع المذاهب الفكرية، من شيوعية واشتراكية وقومية وعلمانية وليبرالية، وغير ذلك من أوجه الانتماء الفكري والعقدي لغير ملة الإسلام وهويته، دعوات كفر وضلالة».