غزة | دخلت حكومة العدو الإسرائيلي الجديدة أول اختبار يتعلق بقطاع غزة بعدما عادت البالونات المتفجرة لتنطلق باتجاه مستوطنات «غلاف غزة»، تزامناً مع تأخر إدخال المنحة القطرية لأكثر من أسبوع عن موعدها المعتاد، في خطوة جاءت بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية عقب مسار سياسي صعب على بنيامين نتنياهو، وهو ما فهمته الفصائل الفلسطينية تراجعاً عن تفاهمات التهدئة. فبعد أشهر من انتظام إدخال المنحة حتى دون إيصالها بحقائب المندوب القطري، محمد العمادي، نتيجة أزمة «كورونا»، وبمجرد أن اطمأن نتنياهو إلى تشكيل الحكومة، اختفت فجأة أخبار المنحة، فضلاً عن أنه لم يعطَ موعد محدد لها.تقول مصادر سياسية فلسطينية لـ«الأخبار» إنه منذ يومين تتواصل عمليات إطلاق البالونات تجاه المستوطنات عبر الوحدات الميدانية التابعة لـ«الهيئة العليا لمسيرات العودة»، لكنها حالياً غير محملة بالمتفجرات أو المواد الحارقة كما كانت سابقاً، محذرة من أنه خلال أيام ستطلق دفعات كبيرة منها على أن تكون محملة بالمتفجرات والمواد الحارقة. كما عقدت «الهيئة العليا» أمس اجتماعاً في مقر «الجبهة الشعبية» لوضع سلسلة خطوات وفعاليات في ذكرى «نكسة حزيران» ورفضاً لمشروع الضم الإسرائيلي للضفة المحتلة.
وعلمت «الأخبار» أن الفصائل اتفقت على إمهال الوسطاء حتى مطلع الأسبوع المقبل لإلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ التفاهمات، فيما تواصلت «حماس» و«الجهاد الإسلامي» مع القاهرة لمرات عدة خلال اليومين الماضيين لمعرفة الموقف الإسرائيلي. وبرغم التطمينات المصرية أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة مستمرة في تطبيق التفاهمات، فإن الفصائل أبلغت المصريين أنها تنظر إلى التأخير غير المبرر في إدخال المنحة بأنه «رغبة من الاحتلال في عودة التصعيد»، محذرة من أن ردود الفعل ستكون كبيرة، بجانب «تفعيل جميع الأدوات الضاغطة في المنطقة الحدودية سريعاً».
تزامناً مع عودة التصعيد المتدرج وتهديدات الفصائل، كشفت مصادر في المقاومة أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية باتت تحلق بكثافة في مختلف مناطق القطاع، وأنها رصدت من ضمنها طائرات محملة بالصواريخ. وأشارت المصادر إلى أن المقاومة رفعت درجة تأهبها أخيراً بما في ذلك الجانب الأمني والعسكري، إذ تخشى من استغلال الاحتلال المرحلة الحالية لتنفيذ عمليات أمنية تستهدف مقدرات المقاومة أو عمليات اغتيال غير مباشرة لقيادات فعالة.
إلى ذلك، أُعلن أمس استشهاد الشاب رامي الغلبان متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال مشاركته في «مسيرات العودة» شرق مدينة خانيونس قبل عام ونصف عام.