نسف تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، فجر أمس، أضرحة الصحابي عمار بن ياسر والتابعيين أويس القرني وأبي بن كعب النخعي في مدينة الرقة من خلال تفجير دوّى في أرجاء المدينة. تاريخياً، قضى الصحابة في معركة صفين على ضفاف الفرات بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك في أوائل شهر ذي الحجة سنة 36 هجرية.
شيّد المقام سنة (1988م) في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، والإمام الخميني، وافتتح عام 2004. تتألف كتلة البناء من طابقين وقبو، ويضم الطابق الأرضي أضرحة الصحابة والمكتبة العامة وغرف الإدارة، بينما يحتوي الطابق الثاني على أجنحة مجهزة ومهيّأة لاستقبال الزوار. وتحيط بكتلة البناء حدائق وساحات ومرأب للسيارات. سبق لـ«داعش» أن استهدف المقام بسيارة مفخخة حين كان مقراً لـ«جبهة النصرة». كذلك تعرض المقام للنهب والسرقة بعد سقوط الرقة بأيدي مقاتلي «النصرة» و«الجيش الحر» قبل عام.
وهدمت جرافات «داعش» مقام الشيخ «أبو العيش»، وهو أحد الأولياء ممن عاشوا في الرقة وماتوا فيها، كما هدمت قبر والي الرقة سعد الدين باشا العضم (1175م)، في ساحة الجامع العتيق الذي بُني سنة 155 هـجرية، وهو مقام للصحابي «وابصة بن معبد الأسدي» حسب معتقدات أهل المحافظة.
في السياق ذاته، حوّل عناصر «داعش» فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية إلى «هيئة للخدمات الإسلامية». وأصبح مبنى دار مال المحافظة مقر «المحكمة الإسلامية» للنظر في قضايا المسلمين وحل نزاعاتهم. أما مبنى مديرية البيئة، فتحول إلى «مقر الحُسبة» وهي ولاية دينية يقوم ولي الأمر (الحاكم) بمقتضاها بتعيين من يتولى «مهمة الأمر بالمعروف إذا أظهر الناس تركه، والنهي عن المنكر إذا أظهر الناس فعله، وصيانة للمجتمع من الانحراف، وحماية للدين من الضياع».