رغم استمرار تسيير الدوريات الروسية ـــ التركية المشتركة، كما هو متفق، فإن الأمور لا تسير في منطقتَي إدلب، وشمال حلب، على ما يرام. تصفيات واعتقالات واشتباكات بين الفصائل المسلحة في أرياف إدلب، إضافة الى انشقاقات في فصائل «الجيش الحرّ» الموالية لأنقرة شمال حلب. وفي ظل تعثّر الدوريات المشتركة ــ حتى دورية أمس ــ عن قطع المسافة المقرّرة الكاملة، والوصول إلى مناطق سيطرة الجيش السوري غربي جسر الشغور، يبدو أن الدوريات بدأت تتحوّل إلى تحركات شكليّة لا قيمة ميدانية لها. يوم أمس، سيّرت القوات التركية والروسية دورية على الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية (M4)، ابتداءً من قرية ترنبة بريف إدلب الجنوبي الشرقي كما جرت العادة، وصولاً إلى قرية بداما غربي مدينة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي. وبذلك، يفصل آخر النقاط التي وصلتها الدورية عن مناطق سيطرة الجيش في ريف اللاذقية الشمالي، كما هو مقرر في اتفاق موسكو، نحو 8 كيلومترات.في سياق متصل، قال «المرصد السوري المعارض»، إنَّ تظاهرة خرجت في ساحة قرية كفريا في ريف إدلب الشمالي الشرقي، أمس، تطالب المسلَّحين الأجانب بالخروج من القرية. وأضاف «المرصد» إن التظاهرة «جاءت رداً واحتجاجاً على بلاغات بحق بعض العائلات التي تقطن القرية»، أصدرها «فصيل الأوزبك» ــ الذي يضم مسلحين من أوزبكستان ــ تطالبهم بإخلاء المنازل التي يسكنونها، ولفت إلى أنَّ «الأوزبك» استقدم تعزيزات عسكرية انتشرت على أطراف القرية «منعاً لأي هجوم من الأهالي». يُشار الى أن بلدة كفريا، إضافة إلى الفوعة، خرج أهلها منها في صفقة تبادل عام 2018، بعد تعرّضهم للحصار والقصف والهجمات المتتالية من الفصائل المسلحة في إدلب، على مدى سنوات، ثم أتت الفصائل بعائلات أخرى غالبيتهم من أسر المسلحين ليسكنوا بيوت البلدتين. وتزامنت هذه «الاحتجاجات» مع مقتل أحد مسؤولي تنظيم «حرّاس الدين» التابع لتنظيم «القاعدة»، الذي «يعمل مدرباً على استخدام الأسلحة الثقيلة، وإصابة أحد أقربائه الذي يعمل شرعياً في هيئة تحرير الشام»، إثر انفجار وقع في منزله الواقع في الفوعة، وفق المرصد.
يشقّ التحشيد إلى ليبيا صفوف الفصائل التابعة لـ«الجيش الحرّ»


من جهة أخرى، نقلت تنسيقيات المسلَّحين عن مصدر عسكري من «الفيلق الثاني» التابع لفصائل «الحر» أنَّ «4 ألوية ضمن فرقة السلطان مراد التابعة للجيش الحر أعلنت انشقاقها مساء أول من أمس عن الفرقة». وأضاف المصدر إنَّ الألوية المنشقة هي: «اللواء 101 مركزية مدينة الباب» بقيادة حسن أبو مرعي، و«المكتب الأمني» وقوته المركزية بقيادة المدعو أبو الموت، و«سرايا حلب» ــ قطاع عفرين، بقيادة المدعو أبو رحمو، وتجمع «ألوية الحسكة» بقيادة المدعو أبو معاوية. كمت لفت إلى أنَّ «أهم أسباب الانشقاق سياسة مسؤول فرقة السلطان مراد، فهيم عيسى، الذي طلب منهم (المنشقّين) تجهيز قوائم لعدد من المسلَّحين لإرسالهم للقتال في ليبيا». وأوضح المصدر أنّ عدد الألوية المنشقّة أصبح 10، وتضمّ ما يقارب 3000 مسلَّح، أي أكثر من نصف تعداد فرقة السلطان مراد المقدّر عددهم بـ 6000.