غزة | أزاحت أبو ظبي، رسمياً، الستار عن علاقاتها السياسية والأمنية والتجارية مع دولة الاحتلال، بعيد الإعلان الرسمي عن الاتفاق بينها وبين الكيان على التطبيع الكامل، برعاية أميركية.ويأتي هذا الإعلان بعد تكثيف الإمارات استهدافها السياسي والإعلامي للمقاومة الفلسطينية، وتمهيدها لهذه اللحظة بسلسلة خطوات أرادت من خلالها شيطنة الفلسطينيين.
وقوبل الإعلان الإماراتي - الإسرائيلي بموقف منددّ من الفصائل الفلسطينية، التي عدّته نتيجة من نتائج «صفقة القرن»، ووصفته بأنه «طعنة غادرة». حتى السلطة الفلسطينية ندّدت، هي الأخرى، بالاتفاق، الذي اعتبره عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عباس زكي، «خيانة ومؤامرة تستوجب طرد أبو ظبي من الجامعة العربية».
من جهته، رأى نائب الأمين العام لـ»الجبهة الشعبية»، عمر شحادة، أن الاتفاق «تعبير عن دور أبو ظبي في تمرير صفقة القرن»، فيما قال ممثل حركة «الجهاد الإسلامي» في بيروت، إحسان عطايا، إن «الاتفاق محاولة لقطع الطريق على إيران من خلال تثبيت الوجود الصهيوني الشرعي في الإمارات».
حركة «حماس»، التي رفضت و»الجهاد» عرضاً إماراتياً العام الماضي بإغداق الأموال على غزة مقابل التخلّي عن العلاقة مع إيران، رأت أن «الاتفاق يشجّع الاحتلال على التنكّر لحقوق الشعب الفلسطيني»، معتبرة أنه «جاء لإنجاح ترامب في الانتخابات ومنح نتنياهو قوة إضافية»، واصفة تبريره بوقف خطة الضم بأنه «نكتة سمجة»، ومشددة على أن «وحدة الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته هما السبيل الوحيد إلى كنس هذا الاتفاق وغيره». والجدير ذكره، هنا، أن العروض الإماراتية السابقة للفصائل الفلسطينية تلازمت والعروض السعودية في إطار «صفقة القرن»، ونُقلت إلى غزة عبر الوسيط المصري.
أما القيادي «الفتحاوي» السابق، محمد دحلان، الذي آثر وفريقه الصمت، فتولّت قناته «الغد» الترويج للاتفاق بوصفه «مكسباً سياسياً». وكانت علاقة دحلان مع «حماس» توترت أخيراً، بعيد اكتشاف الأخيرة تورّط عناصره في دعم التأليب الإعلامي ضدّ الحركة. كما أن جهود دحلان المرتبطة بما سُمّي «المصالحة المجتمعية» تَجمّدت، شأنها شأن مشاريع «لجنة التكافل»، وذلك على خلفية «الأزمة المالية الإماراتية»، بحسب ما علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة، فيما تعزو مصادر أخرى من داخل تيار دحلان الأمر إلى رفض الرجل «أن يكون صرافاً آلياً» من دون دور سياسي.
في غضون ذلك، هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ووفقاً لعضو «مركزية فتح»، جبريل الرجوب، فإن «حماس وضعت نفسها تحت تصرف الرئيس في التعبير عن الموقف الفلسطيني». واستدعت السلطة، من جهتها، بناءً على طلب «أبو مازن»، السفير الفلسطيني من الامارات. ورفضت رام الله، سابقاً، استقبال مساعدات إماراتية لمواجهة كورونا. كما اتهمت أبو ظبي بالوقوف خلف دعم دحلان وحمايته ومحاولة تصديره كبديل من عباس.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا