القاهرة | من هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر»، الذي انطلقت به حناجر المصريين من مختلف ميادين الثورة المصرية قبل 3 أعوام، تتحول الآن بوصلة الهتافات 180 درجة إلى «السيسي رئيسي»، لتأييد المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح لرئاسة الجمهورية.
الأحزاب والساسة أنفسهم الذين طالبوا في بياناتهم السابقة وتصريحاتهم الشفهية بإسقاط حكم العسكر ما لبثوا أن أعلنوا تأييدهم للمشير في وجه منافسه المدني حمدين صباحي الذي لا يحظى بالشعبية نفسها. ولم يكتف السياسيون والاحزاب بإعلان التأييد للسيسي، بل انضم بعضهم إلى إدارة حملته أسوة بالمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير عبد الجليل مصطفى.
قيادات في
حزب محمد البرادعي وهيئته العليا يؤيدون حمدين صباحي
لم تكن هذه حال الأستاذ الجامعي وحسب، بل انضم من معسكر «ميدان التحرير» عدد ليس بقليل، مثل المخرج خالد يوسف الذي حارب عسكرة الدولة أثناء انضمامه إلى حملة حمدين صباحي، المرشح خلال انتخابات الرئاسة الماضية. كذلك خرج أصحاب ومردّدو شعار «الدولة المدنية» من هذه العباءة مسرعين إلى الانضمام للزي العسكري، ومعلنين تأييدهم للسيسي، بل والاشتراك في حملته أسوة بمصطفى حجازي، مستشار الرئيس للشؤون السياسية. الأحزاب الليبرالية واليسارية في مصر، التي أسّست للهتاف أكثر من مثيلتها ذات التوجهات والمرجعية الإسلامية، لم تجد حرجاً في تحويل قبلتها السياسية في مرحلة ما بعد «30 يونيو». وأعلن حزب التجمع اليساري ــ أقدم قلاع اليسار المصرية ــ على لسان رئيسهسيد عبد العال، أن «المكتب السياسي للحزب عقد اجتماعاً مشتركاً مع الأمانة العامة، وقررنا مساندة الميل الشعبي في ترشح المشير السيسي»، لافتاً إلى أن ذلك «يأتي لا لتلاقي الإيديولوجيات أو البرامج الانتخابية، بل من أجل الحفاظ على الدولة والهوية» المصريتين.
أما نائبة الرئيس أمينة النقاش فأوضحت أن «من يسألون عن برنامج السيسي الانتخابي فقد وضعه في يوم 3 يوليو حين قرر السيسي حماية الدولة من الأخونة، وحمى الجيش المصري». وأكدت النقاش، في ردّها على سؤال «الأخبار» بشأن تغيير بوصلة الحزب الرافض لعسكرة الدولة، أن «من يقولون إن المعركة بين المدنيين والعسكر أقول لهم: إن السيسي خلع البذلة العسكرية وأصبح الآن مدنياً، والمعركة الآن ليست بين مدني وعسكري بقدر ما هي بين وطني وغير وطني». وأوضحت أن برنامج السيسي يحقق ما جاء في الثورتين من مطالب الخبز والعدالة الاجتماعية، والحرية، إضافة إلى «تحقيق دولة القانون التي وهب السيسي حياته منذ 3 يوليو للدفاع عنها»، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن «الحزب سيعود إلى دوره على مقاعد المعارضة إذا لم يحقق برنامج السيسي مطالب ثورتي يناير ويونيو».
موقف حزب التجمع اليساري هو الموقف الذي يتجه حزب الوفد الليبرالي ــ أقدم حزب مدني مصري ــ لاتخاذه. نائب رئيس الحزب، بهاء أبو شقة، كشف في تصريح إلى «الأخبار» أن «اتجاه أغلب أعضاء الهيئة العليا للحزب، التي ستنعقد عقب تقديم المرشحين أوراق ترشحهم للجنة العليا للانتخابات، لتأييد السيسي». ولم يختلف كثيراً موقفا الحزبين المدمجين تحت مظلة حزبية واحدة، وهما حزبا المصريين الأحرار والجبهة الليبراليان اللذان يموّلهما نجيب ساويرس، عن موقفي حزبي التجمع اليساري والوفد. فقد أعلن السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار، محمود العلايلي، لـ«الأخبار» أنه يؤيد السيسي وسيعلن رسمياً دعمه قريباً.
حزب الدستور الذي أسّسه وترأسه نائب الرئيس المستقيل محمد البرادعي، صرّحت رئيسته هالة شكر الله بأن الحزب ينظر إلى السيسي كمرشح مدني، إلا إنه لم يدعمه بعد.
لكن مصادر حزبية أكدت لـ«الأخبار» أن قيادات هذا الحزب وهيئته العليا يؤيدون ويدعمون حمدين صباحي. أما حزب المؤتمر الذي أسّسه عمرو موسى، ولا يزال رئيساً شرفياً له، فأكد دعمه للسيسي. وأوضح رئيس الحزب، محمد العرابي، في تصريح إلى «الأخبار» أن «الحزب يشارك في حملة السيسي، ويقدم كافة مقاره لاستخدامها في الحملة الانتخابية لجمع التوكيلات، وتلقّي طلبات المتطوعين»، مشدداً على أن السيسي هو «الجدير بقيادة البلاد في هذه المرحلة».