يوم دامٍ شهدته عاصمة المعز أمس بعدما ضرب الإرهاب بالقرب من جامعتها، ما أدى إلى مصرع رئيس مباحث الجيزة، العقيد طارق المرجاوي، وإصابة 5 آخرين من القيادات الأمنية في الجيزة، في تفجير اتهمت وزارة الداخلية طلاب جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالوقوف خلفه.
وقال بيان للوزارة إن «العميد طارق المرجاوي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، قتل إثر الانفجارين، فيما أصيب 5 ضباط»، أحدهم اللواء عبد الرؤوف الصيرفي نائب مدير أمن الجيزة، والعميدان عادل عطا الله هيكل، ومصطفى البكري.
وأشار البيان إلى أن قوات الحماية المدنية وخبراء المفرقعات قالوا إن «العبوتين زُرعتا بجوار إحدى الأشجار في المنطقة».
وكانت قنبلتان بدائيتا الصنع قد انفجرتا ظهر أمس بالقرب من كلية الهندسة في جامعة القاهرة، مستهدفتين تشكيلاً لقوات الأمن المركزي (شرطة مكافحة الشغب) متمركزاً هناك.
وتبين في التحقيقات التي أجرتها نيابة قسم الجيزة، برئاسة المستشار حاتم فاضل، أنّ «في حادث تفجير 3 قنابل شديدة الانفجار، قنبلتين كانتا مزروعتين أسفل شجرة مجاورة لكشك حراسات المرور أمام كلية الهندسة، وأنه تم تفجيرهما عن بعد باستخدام جهاز محمول قرابة الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة، وذلك خلال ثلاث ثوان فقط بين توقيت تفجير القنبلة الأولى والثانية، ما استهدف إصابة قيادات الأمن الموجودة بالمكان».
التفجير سبب حالة من الذعر سادت بين طلاب جامعة القاهرة، الذين بدأوا في الانصراف من البوابات الخلفية بعيداً عن موقع الانفجار الذي حولته قوات الأمن إلى ثكنة عسكرية، بعدما أغلقت الميدان وبدأت في تمشيط المنطقة بالكامل.
في الوقت نفسه، أخلى الأمن الإداري في جامعة القاهرة، الحرم الجامعي وجميع الكليات، وأُلغيت جميع المحاضرات أمس.
مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام، اللواء عبد الفتاح عثمان، اتهم طلاب جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بزرع القنابل. وأكد عثمان، في مداخلة هاتفية مع قناة «سي بي سي إكسترا» أمس، أن «طلاب جماعة الإخوان الإرهابية زرعوا قنابل في الأشجار الموجودة بمحيط جامعة القاهرة بميدان النهضة»، مشيراً إلى أن «طلاب الإخوان حاولوا من قبل زرع قنابل داخل الحرم الجامعي وخارجه وتم اكتشافها وإبطال مفعولها».
وأضاف عثمان أنه لا يوجد أي إجراءات استثنائية أو تعطيل للدراسة بعد الحادث، مطالباً بتمشيط المناطق المستهدفة بصفة دورية، لمنع حدوث أي أعمال إرهابية في المستقبل.
وفي السياق، قرر اجتماع اللجنة الأمنية الذي عقد برئاسة رئيس الحكومة إبراهيم محلب، تكثيف الوجود الأمني في المناطق المحيطة بالجامعات، وتكثيف الدوريات الأمنية المشتركة بين القوات المسلحة والشرطة على مدار اليوم، واستعراض التشريعات المتعلقة بمواجهة الإرهاب، سواء من الناحية الإجرائية أو الموضوعية لعرضها على مجلس الوزراء اليوم لاتخاذ إجراءات اصدارها.
وقال محلب، إثر الاجتماع الأمني بحضور كل من وزراء الدفاع، الداخلية، والعدل، المخابرات العامة، المخابرات الحربية، والأمن القومي، إن «الحكومة مصرة على استكمال خريطة الطريق، وإن الجماعات الإرهابية لن تتحقق مساعيها تحت أي ظرف من الظروف، وإن هذا الحادث الجبان لن يثني الدولة عن عزمها على اتخاذ كافة الإجراءات لمنع الإرهاب من العبث بأمن وسلامة الوطن والمواطنين، واستمرار العمل والإنتاج للنهوض بالوطن في كافة القطاعات».
ضرب الإرهاب من جديد في مصر أمس في محيط جامعة القاهرة. تصعيد دفع الحكومة إلى تأكيد السعي إلى ضرب كل من تسول نفسه الإخلال بأمن البلاد. موقف ستسعى إلى بلورته اليوم في شكل قانون جديد حيث ستدرس التشريعات المتعلقة بمواجهة الإرهاب لاتخاذ إجراءات اصدارها.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبد اللطيف، إن «الداخلية» تواجه مجموعة من الخوارج على الدين، وستتعامل معها بالقانون وبقوة وحسم.
وأضاف عبد اللطيف، في مداخلة على قناة «صدى البلد»، مساء أمس، إن «الدولة في المرحلة النهائية في معركتها ضد الإرهاب، والداخلية ستواجه التضحيات فداءً لمصر لتحقيق الانتصار». وأشار المتحدث باسم الداخلية إلى أن «هناك عناصر إخوانية من خارج الجامعات هي التي تقود العمليات الإرهابية».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)