سجّل العدوان السعودي مجزرة جديدة في محافظة صعدة، يوم أمس، في سلسلة غارات ضربت تجمعات مسعفين ومواطنين كانوا ينقذون ضحايا غارات سابقة. وفي حصيلة أولية، قتل نحو 20 شخصاً وأصيب نحو 30، في قصف استهدف بداية منازل مواطنين في مديرية ضحيان في المحافظة الشمالية، ثم وقعت غارة ثانية عقب تجمع العشرات من الأهالي لإنقاذ ضحايا الغارة الأولى، قبل أن تستهدفهم الطائرة بغارة ثانية راح معظم ضحاياها من المسعفين.
وبفاصل زمني بلغ أقل من نصف ساعة، وقعت الغارة الثانية وسقط فيها العدد الأكبر من الضحايا، ليعود ويتكرر المشهد نفسه بغارةٍ رابعة شنّتها الطائرات على بعض الأسر التي خرجت بعد ساعة، بعد ظنّها نهاية الغارات.
المشهد الجنوني الذي عمّ صعدة أمس ليس الأول من نوعه، ولكن كثافة الغارات وتتاليها بهذه الصورة خلّفا صدمةً لأهالي المديرية التي كانت في مرمى الغارات وفي المناطق المجاورة. وفي الغارة الثانية، جرح المصور في قناة «المسيرة»، هاشم الحمران، وأصيب إصابة خطرة، فيما قتل ثلاثة من الطاقم الطبي المسعف.
استشهد مصوّر و3 مسعفين خلال المجزرة التي توالت فيها 4 غارات

إثر ذلك، أطلق المستشفى الجمهوري نداء استغاثة للتبرع بالدم ولحضور الأطباء ذوي التخصصات، نظراً إلى الحالات الحرجة التي وصلت بالعشرات. وكانت الساعة الأولى من أمس قد شهدت جريمة أخرى في مديرية باقم الحدودية، بعد استهداف الطائرات منزل مواطن، ما تسبب في قتل أفراد الأسرة وجرح آخرين.
في سياق متصل، شنّت الطائرات السعودية غارات على الطريق الرابط بين حيدان والظاهر في صعدة، وعلى مبانٍ سكنية في منطقة الغيل في الجوف، وفي مناطق أخرى في الوازعية في محافظة تعز.
وفيما تتواصل عمليات القوات اليمنية في المناطق الحدودية داخل السعودية، نفذ الجيش و«اللجان الشعبية» كميناً في موقع الشبكة في نجران أدى إلى مقتل خمسة عسكريين سعوديين، بينهم الضابط برتبة نقيب خالد صالح العليقي.
ونقلت وسائل إعلام أيضاً أسماء عسكريين سعوديين قتلا بالنيران اليمينة في جيزان، هما وكيل رقيب عبد الرحمن عيسى الحربي والرقيب أول إبراهيم علي عسيري. كذلك دمرت القوات اليمنية دبابة سعودية «أبرامز» شرق منطقة الشرفة في نجران، حيث طاول القصف اليمني أيضاً مواقع الهجلة ورقابة عليب. وفي نجران أيضاً، قنص عسكري سعودي في موقع الضبعة.
على صعيد الجبهات الداخلية، استهدف الجيش و«اللجان» تجمعاً للمسلحين الموالين لهادي خلف العمري في مديرية ذو باب المحيطة بباب المندب في تعز. أما في مأرب، فصدّ الجيش و«اللجان» محاولة تسلل للمسلحين المؤيدين لـ«التحالف» تجاه إحدى التلال المحاذية لجبل هيلان الذي شنّت الطائرات السعودية سلسلة غارات عليه وعلى المناطق المحيطة به، وسط تحليق مكثف لمروحيات الأباتشي وطائرات الاستطلاع.
أيضاً، أقدمت طائرات «التحالف» أمس على استهداف أكبر منشأة نفط في اليمن، وهي الميناء النفطي في محافظة الحديدة، وذلك بسلسلة غارات ألحقت دماراً كبيراً في منشآت الميناء وبخزانات النفط التابعة له، التي تستوعب 60 ألف طن من المشتقات النفطية. ووفقاً لمصادر، أدى القصف إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات من عمال المنشأة.
من جهة أخرى، وفيما تتواصل العمليات الأمنية في عدن على أيدي المجموعات المسلحة المتطرفة المنتشرة في أرجاء المحافظة الجنوبية، أفادت مصادر محلية باغتيال العقيد سند ثابت اليافعي مساء أمس في مديرية المنصورة، ليضاف اسم اليافعي إلى سلسلة المسؤولين الأمنيين والسياسيين الذين قضوا في اغتيالات نُسبت إلى تنظيم «القاعدة» وجرت في معظمها بالطريقة نفسها.
إلى ذلك، شهدت العاصمة صنعاء مظاهرات يوم أمس للاحتجاج على استمرار الحرب، ولا سيما بعد تكثيف «التحالف» غاراته الجوية التي قتلت مدنيين في الأيام الماضية. وحمل المتظاهرون لافتات مندّدة بالعدوان وردّدوا هتافات مناوئة للسعودية.
(الأخبار، رويترز)