الخرطوم | 3 ساعات استغرقت زيارة أمير قطر حمد بن جاسم آل ثاني للخرطوم، لكنها كانت كافية، على ما يبدو، لإجراء تفاهمات بين البلدين حول القضايا والهموم المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي، ذلك رغم الضجة الإعلامية العربية حول توقيت الزيارة وأهدافها المعلنة وغير المعلنة.
وكان تميم قد وصل إلى السودان حيث كان في استقباله الرئيس عمر البشير في مطار الخرطوم، في اطار جولة تشمل الجزائر وتونس أيضاً.
وقال وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، إن البشير وتميم «بحثا سبل تنمية علاقات البلدين في المجال الاقتصادي والدعم السياسي بجانب الموضوعات التي كانت قطر طرفاً فيها، وخاصة دعم السودان في المنابر الإقليمية والدولية، إضافة إلى اتفاقية سلام الدوحة وما تبذله قطر من مجهودات في سبيل اقناع قادة الحركات غير الموقعة للانضمام لها»، فيما أكد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، أن قصر الزيارة لم يمنع اشتمال المباحثات على كافة القضايا المشتركة مثل سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك والمشاريع بين البلدين وسبل تشجيعها.
وجدد العطية التزام قطر تشجيع الحركات المسلحة غير الموقعة للانضمام إلى اتفاق الدوحة إلى جانب الوفاء بتعهدتها التنموية في الاقليم.
قطر تشجع
الحركات المسلحة غير الموقعة للانضمام إلى اتفاق الدوحة
وقال وزير المالية السوداني بدر الدين محمود إن الزيارة حققت مكاسب اقتصادية واضحة للسودان، منها منح قطر القسط الثاني من وديعتها لبنك السودان المركزي، الذي يبلغ مليار دولار، مؤكداً أن المبلغ يعد دعماً كبيراً لاحتياط العملات الاجنبية في السودان.
وفي خطوة تخدم المصالح الاستثمارية السودانية في المقام الأول، أعلن وزير الخارجية السوداني، في ختام المباحثات، اعفاء كل القطريين من تأشيرات الدخول للسودان، وذلك في اطار فتح الباب امام الاستثمار القطري بالسودان. وأشار إلى بداية حوار فعلي مع الجانب القطري حول إقرار إجراء مماثل.
ولإبقاء زيارة الأمير في إطار العلاقات الثنائية، نفى كرتي تطرق الزيارة لأزمة قطر مع دول السعودية والامارات والبحرين؛ «لأن ذلك لم يكن من أجندة الزيارة»، مشيراً إلى الجهود التي قام بها الرئيس السوداني مع اطراف عربية متعددة لاحتواء الأزمة بين الدول الخليجية.
ورغم أن النتائج المعلنة للمباحثات المغلقة بين تميم والبشير تؤكد أن البلدين حرصا من خلالها على الدفع وتطوير العلاقات الثنائية، بين الدوحة والخرطوم، يرى مراقبون أن توقيت الزيارة وأجندة المباحثات هدفا إلى إرسال رسائل إلى أطراف أخرى في المنطقة، استناداً إلى ردود الأفعال المتواترة على الزيارة.
وكان لافتاً مقاطعة سفيري السعودية ومصر مراسم استقبال الأمير القطري في الخرطوم، في خطوة أثارت مخاوف مراقبين من ازدياد حدة الخلافات العربية العربية، ومن سقوط السودان في فخها.
وحذرت اوساط دبلوماسية عربية في الخرطوم من الفهم الخاطئ لتوقيت الزيارة واجندة المباحثات، استناداً إلى ردود الافعال المتواترة على الزيارة من أكثر من عاصمة عربية، في وقت ذهب فيه محللون إلى أن قطر المحاصرة بمشاكل خليجية تقبض بخناقها، لا يمكن أن تضيف إلى عاتقها أعباءً أخرى تتعلق ببحث مشاكل تنظيم الإخوان مع السودان، لذا فإن الأقرب هو أن زيارة أمير قطر للخرطوم قد تكون بغرض تخفيف الضغط عليها على الأقل من الجانب المصري، الذي تربطه مصالح حيوية مع السودان وإعلان للتحالفات.