في أجواء تذكّر بمرحلة ما قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، تدور تعليقات موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية. الأولى تحثّ على الجلوس الى طاولة المفاوضات، فيما تؤكد الثانية أولوية الحلّ السياسي، لكن دون الرئيس بشار الأسد. اليوم، موسكو تعمل على ولادة «جنيف 3»، أما «أصدقاء سوريا»، كما جرت العادة، فيطلبون تنفيذ مقررات «جنيف واحد»، أي اتمام المرحلة السياسية الانتقالية من دون الرئيس السوري. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، إتمام الاتفاق على أجندة الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة السورية و«الائتلاف».
وأضاف أنّ موسكو مع استئناف العملية التفاوضية على اعتبار «أن المفاوضات لم تستنفد إطلاقاً إمكاناتها، ويجب استئنافها في أسرع وقت ممكن». وحول أجندة المفاوضات المتفق عليها، قال الدبلوماسي الروسي إنها تشمل وقف العنف ومكافحة الإرهاب، وتشكيل حكم انتقالي بمشاركة ممثلي كل من الحكومة وقطاعات مختلفة من المعارضة.
ولفت إلى أن الموقف الروسي الداعم لاستئناف المفاوضات يلقى قبولاً إيجابياً في الاتصالات التي يجريها الدبلوماسيون الروس حول الشأن السوري. أما عن موعد بدء الجولة الثالثة من المفاوضات، فقال إنه لم يحدَّد بعد، مضيفاً أن اللقاء المرتقب في الإطار الثلاثي (روسيا – الولايات المتحدة – الأمم المتحدة) قد يساعد في عملية تحديد موعد. في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال زيارته الجزائر، أنّه «ما من حل عسكري للأزمة في سوريا»، مشدداً على أنّ «نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد لن يفلح في استرجاع شرعيته». وأكد كيري أن بلاده تواصل جهودها من اجل إحلال السلم في هذه المنطقة، لكن ذلك يتوقف «كلية» على إرادة طرفي النزاع.
في السياق، حذّرت مجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، في بيان مشترك لها، من أن «تنظيم انتخابات رئاسية في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها سوريا يخالف مبادئ اعلان جنيف، التي تدعو إلى تأسيس حكومة انتقالية تعنى بمراقبة اصلاح الدستور وتهيئة الظروف المناسبة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة في جو يسوده الحياد». وجددت الإشارة الى ان افضل مخرج للازمة السورية سيكون عن طريق التنفيذ الكامل للنقاط الواردة في جنيف.
كيري: الرئيس
السوري لن يفلح في استرجاع شرعيته


من جهة أخرى، صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنّ روسيا تأخذ على محمل الجد المعلومات التي أفادت بتدبير هجمات ترمي إلى إحباط عملية إتلاف «الكيميائي» السوري. وقال لافروف، حول إعلان دمشق كشفها مخططا لشن هجمات جديدة باستخدام السلاح الكيميائي، «إننا نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد، ونعمل مع الولايات المتحدة لكي تستخدم نفوذها لمنع وقوع مثل هذه الاستفزازات»، مشيراً الى أنه توجد لدى موسكو كذلك معلومات أخرى عن تدبير مسلحين هجمات ترمي الى إحباط عملية إتلاف الترسانة الكيميائية السورية. وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي نيقولاي بورديوجا في موسكو، أن هناك كثيرين يرغبون في تدخل خارجي في سوريا، وهم يبحثون عن مختلف الذرائع لذلك.
إلى ذلك، تبدأ الهيئة العامة لـ«الائتلاف» السوري المعارض عقد اجتماعاتها في إسطنبول يوم غد السبت، وتستمر ٣ أيام. وبحسب مصادر مطلعة في «الائتلاف»، فإنه من المنتظر أن تناقش الهيئة العامة مواضيع عدة، لعل أهمها موضوع «مشاركة الائتلاف في جولتي مفاوضات جنيف ٢». وأضافت المصادر أن الهيئة ستجتمع بالوفد المفاوض وتستمع منه إلى تقريره في ما يتعلق بالمشاركة في المؤتمر، وفرص انعقاد مؤتمر «جنيف ٣».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)