تشهد العاصمة السورية وأحياؤها، منذ أسبوع، تساقطاً كثيفاً لقذائف الهاون من قبل المسلّحين. ومع تصعيد الجيش حملته العسكرية في الريف الدمشقي، وتحديداً في الغوطة الشرقية، قررت المعارضة المسلحة «الرد» على تقدم الجيش بإطلاق قذائف الهاون نحو المدنيين في دمشق. وتتعرّض العاصمة للاستهداف بقذائف الهاون من ثلاث مناطق رئيسية: من منطقة المليحة في الغوطة الشرقية يستهدف المسلّحون كلاً من جرمانا والدويلعة والكشكول، وصولاً إلى الأحياء الجنوبية لدمشق كمخيمي فلسطين واليرموك.
أما باب توما والزبلطاني، وصولاً الى حي الامين وشارع بغداد والمناطق القريبة منها، فهي تتعرّض للهاون من منطقة جوبر القريبة، التي تحتوي على مخزون كبير من الأسلحة ومواد تصنيع الهاون. ثم داريا التي يتولى المسلّحون إطلاق الهاون منها باتجاه مناطق غربي المالكي والعفيف والمهاجرين والجمارك.
هذه المناطق الثلاث، أي جوبر والمليحة وداريا، تعتمد على موارد خاصة، من معامل خراطة وحديد، وصولاً إلى التصنيع المحلي لتلك القذائف.
وبالتزامن مع معركة الغوطة الشرقية التي يخوضها الجيش انطلاقاً من الجبهتين المحاصرتين، جوبر والمليحة، اتّخذ مقاتلو المعارضة المسلحة من قذائف الهاون سلاحاً لاستهداف المدنيين في أحياء العاصمة وبعض بلدات الريف المحرّر. الهدف واضح: إصابة أكبر عدد ممكن من المدنيين. يجري ذلك على سبيل المثال في مدينة جرمانا التي بات يشكِّل قصفها إحدى وسائل الضغط لفك الحصار الخانق وعرقلة تقدم الجيش على محور المليحة.
مصدر عسكري مطّلع على سير العمليات في منطقة المليحة أكّد أن «الرد على عمليات الهاون يجري على ثلاث مراحل؛ أولاً القضاء على المنصات الثابتة لإطلاق القذائف، ثم ضرب مناطق تصنيع الهاون التي لن يؤثر استهدافها على عملية التصنيع السوري لاحقاً. أما المعامل المؤثرة، فتجري السيطرة عليها خلال التقدم العسكري على الأرض».
وشهد أمس أكبر استهداف لمنطقة باب توما بقذائف الهاون، حيث تخطّى عددها خمساً، سقطت خلال ساعات النهار الأولى، وأدت إلى إصابة ما يزيد على 25 مدنياً في ساحة باب توما والحارات الداخلية للحي. ونقل المصابون إلى المستشفى الفرنسي القريب من الساحة مباشرة. كذلك كانت المناطق المجاورة على موعد مع قذائف متفرقة، حيث سقطت واحدة في حي الزبلطاني، وأخرى في حي القصاع، واثنتان في كل من حي ساروجة والبحصة، ما أدى إلى إصابتين اثنتين وأضرار مادية كبيرة في المكان.
وفي السياق ذاته، تكبَّدت منطقة غرب المالكي أضراراً مادية جراء سقوط قذيفتي هاون على بناءين سكنيين، من دون أن تخلّفا إصابات بشرية، فيما شهدت مدينة جرمانا سقوط عدد من القذائف وصل عددها إلى 8، لكن من دون إحداث إصابات بشرية، بينما اخترقت إحدى قذائف الهاون حارة الجورة القريبة من منطقة القيمرية في دمشق، مؤدية إلى سقوط جريحين، وأضرار مادية كبيرة في المكان.