ريف دمشق | شهدت مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق أمس معارك عنيفة بين الجماعات المسلّحة المعارضة والجيش السوري الذي لا يزال يحرز تقدّماً في منطقة المليحة، خصوصاً بعد انسحاب عدد كبير من المسلّحين فيها باتّجاه منطقتي جسرين وزبدين المجاورتين. الغطاء الناري الذي أمّنه الجيش لعناصر المشاة أبعد المسلّحين إلى ما بعد الساحة الرئيسية في البلدة. وبحسب مصادر ميدانية مؤيدة للجيش، فإن «كل محاولات المسلحين المعارضين لاستعادة النقاط التي فقدوها في اليومين الفائتين تلحق بهم خسائر فادحة بالأرواح».
كذلك أدّت المعارك العنيفة في المليحة الى مقتل عدد من المسلحين، بينهم قائد كتائب «فجر الإسلام» الملقّب بـ«أبو فهد بكرية»، بحسب ما أعلنت مواقع معارضة. في المقابل، نفت مصادر معارضة سيطرة الجيش على ساحة المليحة الرئيسية.
وفي حي جوبر، شرقي العاصمة، يواجه عناصر الجيش صعوبة في اقتحام الشوارع التي يسيطر عليها المسلحون. وأشار مصدر عسكري إلى أن «المسلحين زرعوا عدداً كبيراً من العبوات الناسفة في مداخل الحي». وأضاف أن «الجيش سيلجأ إلى تأمين محاور محددة لدخول جوبر من خلال تكثيف الرمايات على المفخخات لتفجيرها».
وفي دوما، كثّفت الطائرات الحربية غاراتها، وتحدّثت مصادر معارضة عن مقتل وجرح عشرات المسلّحين. وأدّت الغارات المتكرّرة على المدينة وأطرافها إلى توقّف حركة المسلّحين فيها، وبالأخص تنقّلاتهم إلى خارجها باتجاه باقي جبهات الغوطة الشرقية.
أمّا في ريف دمشق الجنوبي، فقد ساد الهدوء معظم الجبهات، في وقت تواصل فيه توزيع المواد الإغاثية في مخيم اليرموك، حيث وزعت نحو 700 سلّة غذائية و 1700 ربطة خبز. وفي يلدا، افتتح أول فرن في البلدة منذ انطلاق التسوية فيها، وبدأت أمس عملية توزيع الخبز على المدنيين.
وفي ريف حمص، استهدفت وحدات من الجيش تجمعات للمسلحين في قرى عقيربات والغاصبية والدار الكبيرة وعين حسين والسعن وبرج قاعي.
وفي حلب شمالاً، قصف الجيش مواقع للجماعات المسلحة في مختلف أنحاء المدينة وريفها. ودمّر الجيش مستودعاً ضخماً للذخائر في معارة الارتيق غربي المدينة، بحسب مصدر عسكري رسمي. وأوضح المصدر أن «نيران الجيش دمرت مقار وتجمعات للمسلحين في محيط مطار كويريس في الجديدة والعربيد ورسم العبود شرقي حلب، وفي الطعانة وتادف ومحيط المدينة الصناعية والبريج وفافين والجندول وحريتان وحندرات وماير وكفرناها شمالاً، وفي الأتارب غرباً وعزان جنوباً، ودمرت 18 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة، بعضها محمل بالذخائر».
وفي موازاة ذلك، أفشلت وحدة من الدفاع الوطني محاولة تسلل لمسلحين من «جبهة النصرة» باتجاه موقع حراسة بين أثريا وخناصر لقطع طريق سلمية ـــ حلب شمال محافظة حماه، وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.
«الجبهة الإسلامية» تعلن سيطرتها على بلدة «بابولين» في ريف إدلب الجنوبي


على صعيد آخر، وبعد انقطاعها لمدة عشرة أيام عن حلب، عادت خدمة الانترنت من جديد. وبحسب مصدر في شركة اتصالات حلب، فإن «فرق الصيانة تمكنت من إصلاح الأعطال في سرمين بعد عرقلة الجماعات المسلحة لعملهم عدة مرات، حيث كان من المفترض إنجاز الصيانات المطلوبة بداية الشهر الجاري».
إلى ذلك، أعلن مسلحو «الجبهة الإسلامية» سيطرتهم على بلدة بابولين في ريف إدلب الجنوبي، وامتدت المعارك إلى الطريق الواصل بين مورك ومعرة النعمان. وتأتي هذه المعارك في سياق سعي «الإسلامية» إلى تضييق الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية. بدورها، قالت وكالة سانا إن «وحدة من الجيش أوقعت مجموعة إرهابية بكامل أفرادها قتلى خلال كمين محكم قرب قرية فيوم بسهل الروج، كما دمرت سيارة مزودة برشاش ثقيل». وفي دير الزور، تستمر المعارك بين «جبهة النصرة» و«الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، في الوقت الذي يكثّف فيه الجيش ضرباته ضد المسلّحين في كل من الحويقة والرشيدية.

ريف اللاذقية

وفي ريف اللاذقية الشمالي، استمرت المعارك، وخاصة في محيط النقطة 45، التي حاول المسلحون استعادة السيطرة عليها. ونجحت القوات السورية حتى ليل أمس في التصدي لتلك المحاولات، فيما قال مصدر معارض لـ«الأخبار» إن «المجموعات المشاركة في معركة الأنفال تصدّت لمحاولات اقتحام محور جبل تشالما»، وسط استمرار المعارك على المحور الاستراتيجي الذي توقع مصدر ميداني سوري أن تتم السيطرة عليه في غضون ساعات. وشهدت المعارك تدخلاً تركيّاً جديداً عبر قصف مدفعي في اتجاه الأراضي السورية. وقال بيان صادر عن قيادة أركان القوات المسلحة التركية إنه جاء «ردّاً على إطلاق نار من الأراضي السورية».
وفي شأن متصل، أبلغت السلطات السورية البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها ستؤجل مؤقتاً حركة المواد الكيميائية بسبب تدهور الوضع الأمني في محافظة اللاذقية. وذكرت الأمم المتحدة أن 53.6% من هذه المواد الكيميائية نقل إلى الخارج أو دمّر في داخل سوريا، لكنها أشارت إلى أن عملية نقل تلك المواد لم تشهد أي تحرك منذ 20 آذار الماضي.