يبدو أن السعودية تريد استباق وصول المرشّح الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، جو بايدن، رسمياً، إلى البيت الأبيض، بخطوة استرضائية، تخطب من خلالها ودّ الإدارة الجديدة، التي كانت قد أعلنت في خلال الحملات الانتخابية عزمها على تعديل قواعد اللعب مع المملكة. في سعيها إلى ذلك، لا تجد الرياض أفضل من حربها على اليمن، بالنظر إلى الحيّز الذي احتلّه هذا الملف من الحملات الديموقراطية قبيل انتخابات الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، إلى حدّ قول نائب الرئيس السابق نفسه: «في ظلّ إدارة بايدن ــــ (كامالا) هاريس، سنعيد تقييم علاقتنا بالمملكة، وسنوقف الدعم الأميركي لحرب السعودية في اليمن، وسنضمن ألّا تساوم أميركا على قيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط».بحسب معلومات «الأخبار»، فإن السعودية تتّجه، مجدّداً، إلى إعلان وقف العمليات العسكرية في اليمن، وهو ما يمكن أن يتمّ اليوم عبر قناة «الشرق بلومبرغ» التي ستُدشّن انطلاقتها بهذا الإعلان. على أن الخطوة السعودية لن تجافي ما كانت قد أقدمت عليه المملكة سابقاً من خطوات مماثلة، ظلّت تدور في الإطار نفسه، بعيداً وخصوصاً من مسألتَي الحصار البرّي والبحري والجوّي المفروض على اليمن، وانتشار قوات الاحتلال السعودي ــــ الإماراتي على جزء من أراضيه، وهو ما تُدرجه صنعاء في إطار الخداع والمراوغة المستمرّين من قِبَل الرياض. اللافت أن الإعلان السعودي، إذا ما تمّ، لن يكون إلا مُكمّلاً لمسودة «الإعلان المشترك» المُقدَّمة من قِبَل المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، والتي ترى «أنصار الله» أنها، هي الأخرى، لا ترقى إلى أن تكون مبادرة لوقف الحرب، بقدر ما هي محاولة لتبرئة السعودية من جرائمها، وتحويل الأزمة إلى الداخل اليمني، وتكريس الأمر الواقع الذي فرضته الرياض وأبو ظبي في المحافظات المحتلّة. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن ضغوطاً كبيرة تمارَس على حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، من أجل قبول «الإعلان المشترك»، في وقت دعا فيه وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، «أنصار الله»، إلى التوقيع على الإعلان المذكور تمهيداً للدخول في مسار سياسي.
يخشى ابن سلمان من أن تؤثّر التطوّرات الأميركية على خطّته لانتقال المُلك


على أيّ حال، يبدو أن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي يخشى أن يؤثر وصول رئيس «غير مأمون الجانب تماماً» إلى البيت الأبيض على خطّته لنقل العرش إليه، يريد استباق أيّ تطورات من هذا النوع بإجراءات احترازية تُخاطب هواجس الإدارة الجديدة، وتحاول تسكيتها، ولو بحيلة تدرك تماماً أنها لن تنجيها من المستنقع اليمني. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن وجهة النظر هذه تدعمها كلّ من أبو ظبي والقاهرة، التي بدأت اتصالات مع الرياض في شأن حرب اليمن، وأبدت استعدادها للدخول على خطّ الوساطة، وخصوصاً بعدما لمست أن الرياض باتت مستعدة لتقديم تنازلات، وهو ما لم تستشعره إلى الآن صنعاء التي لا تزال ترى في كلّ ما يجرى تحايلاً وهروباً إلى الأمام.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا