شدد رئيس الوفد الأفريقي الذي يزور مصر حالياً، ألفا عمر كوناري، على أن «أفريقيا بحاجة إلى مصر وقيادتها»، فيما سربت أنباء إعلامية أن واشنطن ستحسم قريباً استئناف المساعدات العسكرية للقاهرة. ورأى كوناري، عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أن «الحوار هو الأفضل لإنهاء الأزمة الراهنة في مصر». وأضاف أنه «يجب استئناف الاضطلاع بجميع الأنشطة بطريقة طبيعية في ظل احترام القانون والحريات»، في إشارة إلى أنشطة مصر في الاتحاد الأفريقي.

ومن المتوقع أن يلتقي الوفد الأفريقي اليوم ممثلي «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي.
من جهة أخرى، أكد المبعوث الأوروبي لدول الربيع العربي، فرنرد ليون، أن الاتحاد لا يتدخل في الشأن المصري، لكنه يتابع تنفيذ بنود خريطة الطريق، مشدداً على أن «الشأن الداخلي أمر متروك للمصريين». وأضاف ليون، خلال تصريحاته لفضائية «الحياة» من بروكسل أمس، أن «الاتحاد الأوروبي يتفهم رفض قطاع كبير من الشعب المصري لعودة الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية، لكن رغم هذا التعقيد ننتظر من رئيس مصر القادم أن يوحد الشعب المصري مجدداً بالطريقة التي تناسبه». وتابع: «لا نحاول أن نعطي المصريين دروساً في الديموقراطية أو حقوق الإنسان، فقط نريد تطبيق ما أعلنته مصر من خريطة الطريق».
في غضون ذلك، ذكرت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية، أمس، أن وزير الخارجية، جون كيري، سيقرر قريباً ما إذا كان سيُفرَج عن حزمة المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لمصر كل عام، والمقدرة بنحو 1.5 مليار دولار.
وأوضحت الشبكة أن الولايات المتحدة أوقفت المساعدات لمصر جزئياً، اعتراضاً على عزل الجيش لمحمد مرسي، لكن الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، والانتقال السلس للسلطة في القاهرة، قد يعطيان إدارة الرئيس باراك أوباما، السبب الذي يحتاجه لاستئناف المساعدات كاملة. في إطار آخر، توقع نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي السابق، الفريق ضاحي خلفان تميم، فوز المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما لم يحدث تدخل من «أيادٍ خفية من الغرب» لإنجاح مرشح آخر. وقال خلفان، في حوار مع موقع «سي إن إن بالعربية»، إن «استمرار تدخل الغرب في مصر سيوقظ المارد العربي»، مضيفاً: «الغرب سيواجه مارداً عربياً قومياً، وسيكون خصماً لدود للغرب». وأضاف أن «السيسي يتمتع بعدد من المميزات التي تجعله رئيساً لمصر، وأنه رجل يحترم ويقدر ورمز من رموز الاستقلال الوطني، وقادر على العمل الميداني، وله روابط استراتيجية مع الدول الخليجية القادرة على الاستثمار في مصر، ومتدين مستقل لا يرتبط بتطرف ديني، وحينما طلب من الشعب تفويضه خرج الملايين استجابة لكلمته». وفي السياق، قالت مصادر من حملة السيسي إن المشير وفريق الحملة يعيدون التفكير في الموافقة على مناظرة أي من المرشحي المحتملين للرئاسة، خلال الفترة المقبلة. وأضافت أن المشير سيعقد لقاءات تلفزيونية في إطار الدعاية الانتخابية لإعلان برنامجه الرئاسي، مشيرة إلى أن الحملة تجري حالياً «مناقشات بشأن الطريقة المثلى التي يظهر المشير السيسي من خلالها عبر شاشات التلفزيون».
إلى ذلك، ساد الهدوء في مدينة أسوان لليوم الثاني على التوالي تنفيذاً للهدنة الموقعة بين طرفي النزاع قبيلتي «الدابودية» و«الهلايل». وفي السياق، توجه النائب العام، المستشار هشام بركات، إلى أسوان، لمتابعة سير التحقيقات التي تباشرها نيابة أسوان الكلية في أحداث العنف والقتل التي شهدتها المحافظة.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)