تكشف خريطة مخيّمات النازحين في مأرب وجود نيّات مسبقة لتحويلهم إلى دروع بشرية
وكان عدد من القيادات القبلية في مأرب قد دعوا، الثلاثاء، قوات هادي و»التحالف» إلى تجنيب مخيّمات النازحين ويلات الصراع، وعدم استخدام الورقة الإنسانية كأداة حرب. وفي هذا الإطار، أكّد الشيخ القبلي، محمد صالح المرادي، في منشور عبر صفحته في «فايسبوك»، أن «قوات هادي، بإسناد من التحالف، تتّخذ من مخيمات النازحين في صرواح ومداخل مدينة مأرب دروعاً بشرية بعد خسارتها مواقع استراتيجية في صرواح». كما حذّر ناشطون في المجال الإنساني في مأرب من مخاطر محاولات قوّات هادي بناء خطّ دفاع جديد بالقرب من المخيّمات. وقال عدد من هؤلاء إن تلك القوّات أقدمت، مسنودةً بالشرطة العسكرية، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، على اقتحام مخيّمات النازحين في السويداء ونخلا، حيث حفرت الخنادق وبنت المتاريس، بعد أيام من فقدانها معسكر الماس.
وتَكشف خريطة مخيّمات النازحين في محافظة مأرب عن وجود نيات مسبقة لتحويل هؤلاء إلى دروع بشرية. إذ إن سلطات «حزب الإصلاح»، التي انفردت بقرار المحافظة خلال السنوات الماضية، تعمّدت، في ظلّ ارتفاع أعداد اللاجئين إلى مأرب إلى حوالى مليون شخص، توزيعهم على 31 مخيماً، 13 منها أنشئت في محيط المدينة وفي مناطق تُعدّ خطوط دفاعٍ في وقت الحرب. كذلك، منحت آلاف الأسر النازحة حقّ بناء مساكن في أراضي تلك المخيّمات من دون أيّ مقابل، علماً بأن الأبنية الجديدة أقيمت في مناطق منخفضة وأخرى تقع على ممرّات السيول، وهو ما عرّضها للدمار، وأدّى إلى تضرّر أكثر من 600 أسرة. مع ذلك، رفضت السلطات المحلية، وفقاً للوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب، السماح للمتضرّرين في مخيّمات الجفينة والميل والسويداء والخير الواقعة في محيط المدينة بالانتقال إلى مناطق أخرى.
ويرى مراقبون أن حكومة هادي تحاول، اليوم، استخدام تلك المخيّمات كورقة أخيرة لإعاقة تقدّم قوات صنعاء صوب مدينة مأرب. وعلى رغم إخلاء 25 موقعاً للنازحين من المواقع العسكرية خلال الأشهر الماضية، وفق ما تفيد به تقارير «منظمة الهجرة العالمية» التي أكّدت أيضاً نزوح قرابة 90 ألف شخص من محافظتَي الجوف ومأرب إلى مناطق آمنة، إلا أن قوّات هادي منعت نزوح الآلاف من الأسر من المخيّمات المحيطة بالمدينة خلال الأيام الماضية. إزاء ذلك، يعمل الجيش و»اللجان» على تجاوز حقل الألغام هذا من دون أيّ أضرار، وسلب حكومة هادي الورقة التي دأبت على استغلالها في الفترة الماضية لتعزيز الضغوط الدولية في اتجاه منع اقتحام مدينة مأرب. وعلى رغم التقدُّم الكبير لقوات صنعاء في ضواحي المدينة خلال الفترة الماضية، ووصولها إلى مناطق تتيح لها اقتحام مركز المحافظة من عدّة محاور، إلّا أن خيار الحسم العسكري لا يزال مستبعداً لاعتبارات إنسانية وأخرى اقتصادية. ووفقاً لأكثر من مصدر، تتمسّك قيادة «أنصار الله» بتجنيب مأرب المدينة القتال، لكن في حال استمرار رفض الحلول السلمية من قِبَل الجبهة الموالية لـ»التحالف» فإن «الحسم العسكري سيكون خياراً أخيراً». وتختم المصادر بأن «قرار تحرير مأرب لم يعد قابلاً للنقاش، والمتاح حالياً فقط هو تنفيذ مبادرة السلام».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا