أغضبت زيارة المنفي إلى الشرق مناصري «الإخوان المسلمين»
في سياق موازٍ، تعهّد رئيس «الرئاسي» بدعمَ نتائج اجتماعات لجنة «5+5» العسكرية من أجل توحيد المؤسّسات خلال الأشهر القليلة المقبلة، على أن يدرس معها آلية التعامل مع المرتزقة، قبل أن تتحوّل إلى أزمة جوهرية خلال المفاوضات. كذلك، شملت تحرّكات المنفي زيارة طبرق أمس بعد بنغازي، ما يعكس رغبة، ولو شكلية، في تحقيق المصالحة المرهونة بمدى الاستجابة للمطالبات المتناقضة لمختلف الفصائل. وسيعقد المنفي، أيضاً، لقاءً مع السراج في طرابلس لاحقاً، إضافة إلى لقاء آخر مع وزير الداخلية في «الوفاق»، فتحي باشاغا، من أجل مراجعة الأوضاع الأمنية. لكن جزءاً من الصعوبات التي تواجه المسؤول المنتخَب هي طبيعة العلاقة مع تركيا التي أعلنت التزامها وجودَ قواتها على الأراضي الليبية ما لم تلغِ الحكومة الجديدة الاتفاقات الموقَّعة، وهي نقطة جوهرية في التوافق الذي يسعى له رئيس «الرئاسي»، خاصة أن حفتر يرفض التعاون مع أنقرة التي لديها قوات على الأرض، فضلاً عن السلاح الذي وصل بالفعل على دفعات خلال المدة الماضية.
اتصالات المنفي خلال الأيام الماضية مع قادة العالم المعنيّين بالأزمة الليبية، شدّدت على منع التدخل العسكري على الأرض، وعلى الطبيعة التنموية للنشاطات التي تسعى الحكومة لإقرارها قريباً، سواء بالتوسُّع في مشروعات سيجري تنفيذها لتحسين حياة المواطنين، أو حتى في حلّ الأزمة الاقتصادية التي بدأت الحكومة المنتخَبة بالفعل التعامل معها. والترقُّب الذي يسود لتحركات المنفي سيستمرّ، خاصة أن الرجل على أجندته الأسبوع الجاري لقاء مع السفراء الأجانب في ليبيا، إضافة إلى اتصالات مع عدد من الدبلوماسيين الليبيين في الخارج، فيما يُنتظر أن يتابع مع رئيس الوزراء المكلَّف نقاطاً بينها مقرّ الحكومة الانتقالية الذي تزايدت المطالب بنقله إلى سرت بدلاً من طرابلس، لتأكيد حياد السلطة الجديدة وابتعادها عن الانحياز.