حلب | تشير الأوضاع العسكرية الميدانية في مدينة حلب إلى أنّ الموجة الأخيرة من الهجوم الذي شنّه مسلحو المعارضة على الأحياء الآمنة وصل إلى ذروته. وفيما بدأ بالانكفاء جنوب المدينة، فإنه لا يزال مستمراً في شمال حيّ الزهراء (في ضاحية حلب الغربية) ومحيط مباني فرع «الاستخبارات الجوية». ففي جنوب المدينة، تمكّن الجيش السوري من استرجاع جميع النقاط التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة بعد إطلاقها «غزوة الاعتصام»، وانحسرت هجمات المسلحين باتجاه الراموسة.
أما في شمال المدينة، فشن مسلحو «جبهة النصرة» و«جيش المهاجرين والانصار» و«الجبهة الإسلامية» هجوماً عماده مقاتلون شيشانيون. وصدّت وحدات الجيش الهجوم على الضاحية التي باتت شوارع رئيسية عدة فيها تحت رحمة القناصة المتمركزين في أبنية النعناعي و«الصالات الصناعية» القريبة. وفي الإطار عينه، اعترفت «الهيئة الشرعية في عندان» بنقلها أشخاصاً مدنيين، بينهم نساء وأطفال، احتجزتهم خلال هجمات المسلحين على حيّ الزهراء خلال الأيام الماضية. وأكد بيان صادر عنها أنه جرى الاتفاق على «تأمين الإخوة المستضعفين المدنيين من رجال ونساء وأطفال». وفي حيّ بستان الباشا، صدّ الجيش أيضاً محاولة تقدم باتجاه الميدان، فيما قال مصدر عسكري إن الجيش السوري استطاع أنّ يردي في حيّ الشيخ مقصود خمسة قناصين كانوا يستهدفون منطقة العوارض ودوار الكابري شمال حي السليمانية. وأضاف المصدر أنّ سلاح الجو أغار على مقار للمسلحين جنوب حلب ومستودع ذخيرة في الإيكاردا، «قتل فيه 16 إرهابياً من تنظيم حركة أحرار الشام». واستهدف سلاح الجو تجمعات للمسلحين في العامرية التي تنطلق منها الهجمات على عقدة الراموسة الطرقية المؤدية إلى طريق حلب ــ خناصر.
حالة طريق حلب ــ خناصر (أي حلب ــ حماه ــ حمص ــ الساحل ودمشق) المتذبذبة بين فتح وإغلاق لتفادي رشقات الرشاشات الثقيلة التي تمطره بين الحين والآخر، جعلت الأسعار تلتهب وسط مناشدات شعبية بقمع رفع الأسعار الاحتكاري. وقال مصدر في محافظة حلب لـ«الأخبار» إنّ محطات الوقود ستعود إلى العمل وفق نظام أرقام اللوحات لتخفيف الازدحام، وكبح جماح الأسعار التي ارتفعت نتيجة الأخبار المتداولة عن إغلاق طريق حلب ــ خناصر.
وعمدت حواجز الجيش و«اللجان الشعبية» الفلسطينية في مخيم النيرب إلى قطع الطريق نهاراً وتنظيم المرور ليلاً لتفادي رصاص القنص. وقتل خمسة أشخاص في حيّ الخالدية إثر سقوط قذائف صاروخية عدة، مصدرها حيّ بني زيد الذي تسيطر عليه الجماعات المسلحة، وقتل ثلاثة آخرون في أنحاء متفرقة من المدينة بشظايا القذائف التي يطلقها المسلحون.
ويستمر انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة لليوم الثاني بعد استهداف المسلحين لبرج توتر عال في منطقة الزربة. وتتوقع مصادر شركة كهرباء حلب أن تتم صيانته في غضون ثلاثة أيام.
في سياق آخر، نعت «حركة أحرار الشام الاسلامية» أبو علي الزيبق، «قائد تحرير بلدة النبعين (ريف اللاذقية) في معركة اﻷنفال». وفي حمص، أدى تفجير سيارة مفخخة في حي عكرمة إلى استشهاد 4 مدنيين وإصابة أكثر من 30 آخرين. كذلك حدث اعتداء آخر نفذه مسلحون بقذائف صاروخية استهدفوا بها حيّ الحمراء وحيّ كرم الشامي، ما أدى إلى سقوط 3 شهداء و21 جريحاً بحسب وكالة «سانا». إلى ذلك، تواصل سقوط قذائف الهاون على أحياء في ريف دمشق، حيث نالت الدخانية أكثر من 30 منها، في حين استشهد على إثر ذلك 4 مدنيين.