«إسرائيل بيتنا» هو حزب علماني يميني متطرّف، تأسس عام 1999 لخوض انتخابات الكنيست الـ 15، بزعامة أفيغدور ليبرمان الذي انشق عن حزب «الليكود». يهتم الحزب بقضايا المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، ويعتمد عليهم في الحصول على الأصوات الانتخابية.يتبنّى «إسرائيل بيتنا» مبادئ زئيف جابوتنسكي، ويدعو إلى تجسيد الصهيونية بمركباتها الثلاثة الأساسية «الهجرة والدفاع والاستيطان». وبذلك فإن الحزب يدعو إلى أن تكون إسرائيل «دولة يهودية» ذات قومية واحدة من خلال ترحيل العرب داخل الخط الأخضر إلى الضفة الغربية. وبالرغم من أن الحزب يفضّل «حل الدولتين»، إلا أنه يقترح استبدال الأراضي المأهولة بالسكان الفلسطينيين في منطقة المثلث داخل الخط الأخضر بضمّها إلى الضفة الغربية، في المقابل تضمّ إسرائيل المناطق الاستيطانية الكبيرة كآرئيل، معاليه أدوميم، وغوش عتصيون الموجودة في الضفة. ويطالب الحزب الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948 بإعلان الولاء لإسرائيل، وتأدية الخدمة العسكرية. كما يرفض أي استقلالية ثقافية واقتصادية ودينية لهم. إذ تقدّم أعضاء الحزب داخل الكنيست بقانون يدعو إلى إلغاء اعتبار اللغة العربية لغة رسمية في إسرائيل، كما تزعّم الحزب حملة مشروع قانون يمنع استخدام مكبرات الصوت في المساجد.

يعدّ ليبرمان شخصية سياسية مثيرة للجدل داخل إسرائيل، إذ عمل حارساً في أحد الملاهي الليلية في مولدوفا قبل هجرته إلى إسرائيل عام 1978، خدم في الجيش وبدأ حياته السياسية مع حزب «الليكود»، ليُعيّن عام 1993 مديراً عاماً للحزب، وعُرف بـ«رجل المهمات القذرة». اتُّهم ليبرمان بالفساد وتبييض الأموال وفُتح ضده ملف جنائيّ لاعتدائه على طفل يهودي. فاز حزبه في انتخابات عام 1999 بأربعة مقاعد في الكنيست، وشغل منصب وزير البنية التحتية في حكومة آرييل شارون الأولى، إلّا أنه استقال في أعقاب تسليم حي أبو سنينة في الخليل للفلسطينيين. ثم عُيّن وزيراً للنقل والمواصلات في حكومة شارون الثانية عام 2003، وأُقيل من منصبه على خلفية معارضته الانسحاب من قطاع غزة. وفي أعقاب انتخابات الكنيست 2006، تحالف ليبرمان مع حزب «التحالف الوطني»، وحصلت القائمة على 11 مقعداً في الكنيست ليشكّل ثالث أكبر كتلة برلمانية، وانضم الحزب إلى حكومة إيهود أولمرت وأُسندت إليه وزارة الشؤون الاستراتيجية.
يدعو الحزب لترحيل العرب داخل الخط الأخضر إلى الضفة الغربية



أصبح حزب «إسرائيل بيتنا» متحكّماً بـ15 مقعداً في الكنيست إبان انتخابات 2009، وتحالف مع نتنياهو لتشكيل الحكومة، وعُيّن وزيراً للخارجية إضافة إلى أربع حقائب وزارية لأعضاء من حزبه. واستقال ليبرمان من منصبه لاتهامه بقضية فساد متعلقة بسفير إسرائيلي سابق في بيلاروسيا، وبعد تبرئته عاد لاستئناف مهامه كوزير حتى عام 2015. وفي أعقاب الحملة الانتخابية عام 2015، قامت الشرطة الإسرائيلية باعتقال العشرات من أعضاء حزبه بتهم فساد سياسي ومالي. إلّا أن ذلك لم يحرم الحزب من فرض شروطه على رئيس «الليكود» بنيامين نتنياهو للدخول في الائتلاف الحكومي، فأعلن ليبرمان رفضه الانضمام إلى ائتلاف حكومي يضم الأحزاب الحريدية (الدينية)، التي تشكّل المفاتيح الأساسية لبناء الائتلاف. وتوصّل نتنياهو إلى تسوية مع ليبرمان لدخول الائتلاف وعيّنه وزيراً للأمن، وانتهج خلال عمله سياسة حازمة تجاه إطلاق الصواريخ من غزة. وكان من الداعين المتحمّسين لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران.

أعلن ليبرمان استقالته من الحكومة أواخر عام 2018، احتجاجاً على قبوله هدنة وقف إطلاق النار مع غزة، لتسقط حكومة نتنياهو. وخاض انتخابات الكنيست عام 2019، وفاز بـ5 مقاعد في انتخابات نيسان و8 مقاعد في أيلول، ولعب دور «بيضة القبان» في أعقاب محاولات نتنياهو تشكيل حكومته، إذ فشل نتنياهو في تشكيلها لرفض ليبرمان الانضمام إلى ائتلاف يضم الأحزاب الحريدية. ويشدّد ليبرمان في حملاته الانتخابية على طابع حزبه العلماني، ويدعو إلى فرض الخدمة العسكرية على المتدينين. كما صرّح في الآونة الأخيرة برفضه الجلوس في ائتلاف مع الأحزاب الأرثوذكسية، سواء كانت بقيادة نتنياهو أو رئيس حزب «تكفا حداشا» غدعون ساعر، مبرراً أنه «لا يمكن إعادة تأهيل الاقتصاد بوجود الأحزب الأرثوذكسية».