بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن لدولة العدو الإسرائيلي، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن شبكة توزيع الكهرباء في مجمّع «أحمدي روشن» لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز النووية، تعرّضت فجر اليوم لحادث، لم يتسبب بوقوع إصابات بشرية أو تلوّث إشعاعي. ويأتي هذا الخلل في تزويد الكهرباء للمنشأة النووية، بعد تدشين إيران، أمس السبت، سلسلة من 164 جهازاً للطرد المركزي من نوع «آي آر-6» في منشأة نطنز النووية. كما أطلقت تغذية بغاز اليورانيوم لسلسلتين أخريين: تتضمن الأولى 30 جهازاً من نوع «آي آر-5»، والثانية 30 جهازاً من نوع «آي آر-6»، لاختبارها.بدورها، ألمحت وسائل إعلام العدو، إلى المسؤولية الإسرائيلية عن الحادث، إذ قالت قناة «كان»، بأنه «بالإمكان التقدير أن الحديث هو عن هجوم سيبراني إسرائيلي».
وبحسب المحلل العسكري في موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، رون بن يشاي، فإنه ليس واضحاً حالياً إذا كانت هناك علاقة بين إسرائيل وانقطاع الكهرباء في منشأة نطنز، «لكنّ انقطاع الكهرباء يعرقل تشغيل أجهزة الطرد المركزي الحديثة التي وضعتها إيران في هذا المكان، وكذلك الأجهزة القديمة التي تخصّب كميات كبيرة من اليورانيوم. وليس واضحاً بعد إذا نجح الإيرانيون من إصلاح انقطاع الكهرباء في نطنز، وما إذا تسبب الخلل بضرر لأجهزة الطرد المركزي الجديدة».
ورجّح بن يشاي، أن يكون الإعلان الإيراني عن الخلل في المنشأة نابعاً من سببين: الأول، هو أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتواجدون في المنشأة، وليس بالإمكان إخفاء انقطاع التيار الكهربائي عنهم لفترة طويلة؛ والسبب الثاني، هو أن الإعلان على لسان متحدث رسمي غايته إثارة رد فعل من جانب إسرائيل، «وفحص ما إذا كان هذا حادثاً أو أن لإسرائيل علاقة بما حدث».
ورأى بن يشاي، أن «الإيرانيين لاحظوا أن الثرثرة الإسرائيلية وميل مسؤولين رسميين إسرائيليين إلى التباهي بعمليات سرية ازدادا أخيراً، ولذلك فإنهم سيفحصون الآن ما يقال في إسرائيل كي يفهموا ماذا يحدث في أراضيهم».
وأضاف بأن تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن إيران تجرب ثلاثة أنواع من أجهزة الطرد المركزي التي تخصّب اليورانيوم بسرعة أكبر بكثير من الأجهزة الحالية، «تدل على أن إيران تسعى إلى الوصول إلى وضع دولة عتبة نووية».
وبحسبه، فإنه «في إسرائيل يخشون من أن يحقق الإيرانيون هدفهم، وعندها سيكون الوقت متأخراً. وباتفاق نووي جديد أو بدونه، ستكون بحوزة إيران قدرة نووية بكل ما يعني ذلك حيال الشرق الأوسط والعالم كله. وبكلمات بسيطة، إسرائيل تخشى أن تسير إيران على درب كوريا الشمالية، التي أصبح العالم يخاف التعامل معها بعدما أصبحت تمتلك سلاحاً نووياً. ولذلك، فإنه على الأرجح أن خلل شبكة الكهرباء في نطنز ربما لم ينتج عن حادث، وإنما بسبب استهداف تخريبي، هدفه عرقلة السباق النووي الذي تسارع إثر المفاوضات مع الولايات المتحدة حول رفع العقوبات».
بدوره، عقّب رئيس هيئة أركان جيش العدو، أفيف كوخافي، قائلاً إن «عمليات الجيش الإسرائيلي في أنحاء الشرق الأوسط ليست خفيّة عن أنظار الأعداء. إنهم يشاهدون قدراتنا ويدرسون خطواتهم بحذر».
وخلال كلمة له في مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في الحروب، قال: «إننا نقف متأهّبين مع قدرة هجومية مُحسّنة وجاهزة في أي وقت، كي تتحول من تدريب إلى عملية عسكرية حقيقية».
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في أعقاب لقائه مع وزير الدفاع الأميركي، إن «إسرائيل تنظر إلى الولايات المتحدة كشريكة لكلّ التهديدات ضدها، وبضمنها إيران. وفي طهران الحالية، يوجد تهديد إستراتيجي للشرق الأوسط كله ولإسرائيل. وسنعمل معاً لكي يضمن أي اتفاق جديد مع إيران أمن العالم ودولة إسرائيل».
وقال أوستن إن «التزامنا لإسرائيل، الحليفة المهمة للولايات المتحدة، لن يتغيّر. وسنضمن التفوّق العسكري الإسرائيلي. واتفقنا على العمل من أجل توسيع التعاون بين الدولتين في مجال الدفاع».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا