غزة | تفادياً لاحتمال تلغيم مسار الانتخابات الفلسطينية، ردّت «لجنة الانتخابات المركزية» جميع الطعون المُقدَّمة ضدّ المرشّحين للانتخابات التشريعية، عدا طعن واحد ضدّ مرشّحة مقدسيّة تحمل الهوية الإسرائيلية. جاء ذلك بالتزامن مع ورود شكاوى من ضغط "فتحاوي" ميداني على القوائم الانتخابية المنافِسة في الضفّة المحتلّة، وخاصة قوائم «حماس» وتيّار محمد دحلان، والتي يدعمها الأسير مروان البرغوثي. وفيما يواصل الاحتلال اتّخاذ خطوات جديدة لعرقلة الانتخابات، لا تزال عقبة إجراء العملية في مدينة القدس المحتلّة ماثلة على طاولة الفصائل، التي شدّد جزء منها، وخاصة تلك المنضوية تحت لواء «منظّمة التحرير»، على أنه لا انتخابات بلا القدس، فيما أكد وزير الخارجية الفلسطيني المقرّب من رئيس السلطة، محمود عباس، رياض المالكي، في تصريحات أمس، أنه «لا انتخابات دون القدس... ولا نتوقّع ردّاً إيجابياً من إسرائيل». أمّا «حماس»، فردّت بالدعوة إلى الاتفاق على آليات ووسائل مختلفة للضغط على الاحتلال لإجراء الانتخابات في المدينة المحتلة.وعلمت «الأخبار»، من مصادر في «حماس»، أن الأخيرة أوصلت إلى الوفد المصري، الذي جاء للحديث عن التهدئة وملفّ الأسرى، رسالة مفادها أن إمكانية تفجّر الأوضاع في قطاع غزة، بما في ذلك الوضع الميداني والعسكري، «واردة بقوة في حال أعاق الاحتلال الانتخابات، وخاصة في القدس». وتأتي هذه الرسالة في تجديد لتهديدات سبق أن أطلقها قائد الحركة في غزة، يحيى السنوار، قبل شهر ونصف شهر، بـ«إرباك حسابات» العدو وتخريب عمليّته الانتخابية في حال تدخُّله في الانتخابات الفلسطينية المقبلة. وتوقّعت أوساط سياسية أن تُنقل الرسالة نفسها إلى المبعوث الأممي للسلام، تور وينسلاند، الذي وصل إلى غزة أمس، في أوّل زيارة له منذ تولّيه المنصب خَلَفاً لنيكولاي ملادينوف، لينقلها إلى الاحتلال الذي لم يصدر منه ردّ حول الانتخابات في القدس بعد. وشنّت سلطات الاحتلال، أمس، سلسلة جديدة من الاعتقالات ضدّ قيادات وكوادر في «حماس» في الضفّة، طاولت 24 شخصاً، الأمر الذي وصفته الحركة بأنه «هجمة مسعورة لعرقلة مسار الانتخابات».
يتصاعد الضغط على المرشّحين في القوائم المنافسة لـ«فتح» في الضفّة


في هذا الوقت، يتصاعد الضغط على المرشّحين في القوائم المنافسة لـ«فتح» في الضفّة، ومن بين وجوهه حادثة إطلاق نار على منزل ومكتب حاتم شاهين، الذي يحمل الرقم 13 في قائمة «المستقبل» الانتخابية المحسوبة على تيار دحلان في الخليل، وهو ما دانته الفصائل. في المقابل، رعى «المكتب الإعلامي الحكومي في غزة»، أمس، توقيع ميثاق الشرف الإعلامي الخاص بالانتخابات الفلسطينية، بحضور المدير الإقليمي لـ«لجنة الانتخابات المركزية»، جميل الخالدي، الذي رأى أن الميثاق «تأسيس لبيئة إعلامية مناسبة في ظلّ انتخابات تشهد استقطاباً سياسياً حادّاً».
في شأن ثانٍ، أعلن الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال، أمس، عزمهم على خوض «معركة الحرية والكرامة» رفضاً لاعتقالهم الإداري. وقال هؤلاء، وعددهم 450 من ضمنهم ثلاث نساء، في رسالة، إنه «آن الأوان لوضع حدّ للاعتقال الإداري التعسّفي المسلّط على رقابنا»، مؤكدين أنهم لن يسمحوا للاحتلال باستغلالهم كورقة ضغط في العملية الانتخابية: «نحن مُمثّلو شعبنا، ونرفض سياسة تغييبنا عن الأرض والميدان، وهذا دافعنا نحو التحرّك إلى معركة الأمعاء الخاوية».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا