نفّذ عدد من عناصر تنظيم «داعش» في سيناء عمليات قتل رمياً بالرصاص، لجواهرجي مسيحي واثنين من أبناء القبائل المتعاونين مع الجيش بعد أشهر من القبض عليهم. ووقعت عمليات القتل عقب إخفاق المفاوضات بين أعضاء التنظيم وأبناء القتيل المسيحي خلال الأسابيع الماضية. وبثّ "داعش" فيديوين للعمليات التي تقول الأجهزة الأمنية بعد تحليل بياناتها إنها ليست حديثة. وتضمّن الفيديو الأول مقطعاً مسجّلاً للجواهرجي المسيحي، نبيل حبشي، يتحدّث فيه عن سعيه إلى بناء كنيسة في مدينة بئر العبد ومساعدة الكنيسة للأجهزة الأمنية، قبل أن يُنفَّذ فيه القتل رمياً بالرصاص وهو معصوب العينين. وأكدت عائلة حبشي أنه بعد تعرُّض ابنها للاختطاف مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت مفاوضات بينها وبين أعضاء في التنظيم لدفع فدية مقابل الإفراج عنه. وقُدّرت في البداية بمليونَي جنيه استناداً إلى ثروة الراحل وتجارته في الذهب، قبل أن تزيد إلى خمسة ملايين ثم تُخفَّض إلى ثلاثة. لكن الكنيسة قالت إن المختطف تعرّض للقتل بعد مدة وجيزة من اختطافه، وهو ما عزّزه منْع عائلته من الحديث معه. وحاولت الكنيسة مساعدة العائلة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، لكن الأخيرة قالت إن الأموال التي ستُدفع لن تعيده، وإنه قُتل بالفعل بعد تعرّضه لتعذيب ظهرت آثاره من سقوط أسنانه في أوّل تواصل بينه وبين عائلته بعد الاختطاف، وهو ما دفع العائلة إلى التراجُع عن سداد الأموال، ولا سيما بعدما غادرت بئر العبد. وبينما نعت الكنيسة القتيل، تدرس الأجهزة الأمنية طريقة للتعامل مع تداعيات الحادث، وخاصة أن اختطاف حبشي جرى من وسط الطريق العام في بئر العبد، ولم تتمكّن من الوصول إلى مكان احتجازه طوال شهور ولا حتى جثمانه. كذلك، نَشر التنظيم مقطعاً أظهر إعدام اثنين من أبناء القبائل السيناوية المتعاونين مع الجيش، بعدما أجبرهما، قبل قتلهما معصوبي العينين، على تسجيل فيديوات يحذّران فيها من التعاون مع الجيش، لأن القوات الأمنية لم تنجح في حمايتهما من السقوط في أيدي التنظيم.
وبدا واضحاً، في الفيديوات التي اتّسمت بقصر مدّتها مقارنة بما سبقها، قلّة الأعضاء في مكان واحد. ويُنفّذ الجيش عمليات أمنية وتمشيطاً وسط سيناء، وتحديداً منطقة جبل المغارة وما يحيط بها، مع عدد من أبناء القبائل، لملاحقة مَن يصفهم بـ«فلول التنظيم» الذين يحاولون إظهار قوّتهم بعد تلقّيهم ضربات قوية، وسط توقُّعات بإعلان الجيش عملية أمنية واسعة خلال الساعات المقبلة.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا