ريف دمشق | بعد مرور يوم واحد على الاتفاق الذي عقد بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة في الزبداني في ريف دمشق، أصدر «المجلس العسكري للجيش الحر» في المدينة بياناً أكّد فيه التزامه بوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل. وعلمت «الأخبار» من مصدر عسكري أن «المسلحين سلّموا السلاح الثقيل من صواريخ محلية الصنع ومضادات أرضية، على أن تستكمل الاستعدادات للمصالحة الشاملة عبر اللجان المختصة بخوض المفاوضات».
ويؤكد المصدر ذاته: «ما تم التوصل إليه الآن هو إقناع عدد كبير من المسلحين بتسليم أنفسهم للجيش السوري، وقد بادر البعض منهم إلى ذلك، فيما لا تزال المباحثات جارية مع القسم الآخر وصولاً إلى تسليم السلاح الخفيف والمتوسط، وقد نعتمد على الحواجز المشتركة كخطوة في هذا الاتجاه». وسلّم 20 مسلحاً أنفسهم لوحدات الجيش في المدينة، وتمت تسوية أوضاعهم وتجهيز بعضهم للانخراط في قوات «الدفاع الوطني».
جهود المصالحة في الزبداني لم تكن جديدة، ولم تكن العامل الحاسم في اتخاذ المسلحين للقرار، إذ يؤكد أحد المسؤولين في لجان المصالحة في المدينة أن «الأساس لهذه التسوية هو انتصارات الجيش على جبهة القلمون؛ فمنذ زمن ونحن نخوض المفاوضات مع المسلحين في الزبداني، لكن كان الشعور بالانتصار هو الرئيسي بالنسبة إلى حساباتهم. اليوم، هم من بادروا إلى التواصل معنا». ويضيف في حديثه مع «الأخبار»: «أظهر الجيش مرونة عالية جداً في التعاطي مع المصالحة هنا، وأطلق يدنا في كافة التفاصيل والتحضيرات اللازمة لإنجازها. أستطيع القول إننا لسنا بحاجة إلى أكثر من أسبوعين، في الحد الأقصى، لنقل الهدنة من الأحياء السكنية إلى عموم الزبداني، وإعلان المصالحة الشاملة».
تدخل المساعدات
اليوم إلى المخيم بعد توقف دام 15 يوماً
ميدانياً، استمرت العمليات العسكرية للجيش على جبهة الجبال الغربية لمدينة الزبداني، حيث أدّت الاشتباكات هناك إلى مقتل 14 مسلحاً، وتدمير ثلاثة من المقار العسكرية الكبرى التابعة لـ«كتيبة شهداء الحق». واستمر القصف المدفعي من منطقتي الحوش وجبل هابيل باتجاه تجمعات المعارضة في المدينة.
إلى ذلك، استمر سقوط قذائف الهاون على مناطق متفرقة من العاصمة السورية، حيث سقطت ثلاث قذائف على حي باب توما والقصاع، وثلاث أخرى طالت ضاحية الأسد، بالقرب من مدينة حرستا، موقعة أضراراً مادية، فيما أدى سقوط ست قذائف على أحياء البيدر والروضة وساحة السيوف إلى سقوط جريحين، إضافة إلى أضرار مادية.
اليرموك بلا غذاء
على صعيد آخر، دخل مخيم اليرموك في ريف دمشق يومه الخامس عشر في ظل عدم دخول المساعدات الغذائية والطبية إليه، ما جعل سكان المخيم يلجأون إلى التقشف في الموارد المتاحة. ولم تدخل المساعدات إلى اليرموك نتيجة للاشتباكات الحاصلة عند محور راما. يروي أبو خالد الخليل، أحد سكان المخيم لـ«الأخبار»: «نقوم بسلق كمية قليلة جداً من الخضر مع البهارات. نطهوها ونوزعها بشكل جماعي، حتى لا تتكرر مأساة الموت جوعاً من جديد». وينتظر سكان اليرموك وعود «الهيئة العامة للاجئين» التي أعلنت عزمها على إدخال المساعدات اليوم عند تقاطع شارع راما، في وقت أعلن المتحث باسم «الأونروا»، كريس غينيس، أنّ الحكومة السورية موافقة على ادخالها المساعدات اليوم.
يذكر أن تسوية اليرموك لا تزال متوقفة عند نقطة تسليم السلاح، حيث يرفض عناصر «جبهة النصرة» و«كتيبة أكناف بيت المقدس» تسليم سلاحهم، ويطرحون بديلاً لذلك إخفاء سلاحهم داخل المنازل، وهو ما ترفضه لجان المصالحة. وفي هذا الشأن، يؤكد أحد المكلفين بعملية المصالحة أن العناصر التابعين للتنظيمين «محكومون بتسليم سلاحهم في نهاية المطاف، فالامتداد الجغرافي للمخيم بات خالياً من المسلحين نسبياً. لم يبق لديهم إلا السلاح الأخير المتجسد في عرقلة إدخال المساعدات على تقاطع راما»، ويضيف: «حتى داخل التنظيمين هناك صراع بدأ بالنشوب على خلفية الموقف من التسوية، ما ينذر بقرب حسم مسألة المصالحة، وطيّ صفحة السلاح في اليرموك».