متناسياً آلام شعبه الفلسطيني والنكبات التي مر بها بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وقبيل بدء إسرائيل إحياء الذكرى السنوية للهولوكوست، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس المحرقة بأنها «أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث».
ودان عباس، في بيان لمنظمة التحرير الفلسطينية نشر في يوم إحياء ذكرى المحرقة، من تسبب بالمحرقة، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى انتهاز هذه الفرصة السانحة لصنع السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين فلسطين وإسرائيل تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام. وكان الرئيس الفلسطيني قد أكد أول من أمس في كلمة له أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، أن «القيادة لن تقبل استمرار الوضع الراهن الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية، على الشعب الفلسطيني من قتل واعتقال وتهويد واستيطان». وأضاف عباس مخاطباً إسرائيل «أنتم دولة محتلة ونحن سلطة تحت الاحتلال، لن نقبل استمرار الوضع الراهن، عليكم أن تبلغوا العالم أنكم دولة احتلال، وعليكم أن تتحملوا مسؤولية الشعب المحتل، وسنقول لكم تعالوا وتحملوا مسؤوليتكم». وأوضح أن القيادة الفلسطينية تسعى من خلال المفاوضات إلى إقامة دولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، مشيراً إلى أن أي اتفاق سيعرض على الشعب الفلسطيني للاستفتاء. وشدد على عدم قبوله تمديد المفاوضات بدون وقف شامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، معتبراً أن القدس عاصمة دولة فلسطين.
أكدت «حماس»
أن الاعتراف بإسرائيل
غير وارد
كما جدد عباس في كلمته أمام المجلس التأكيد على عدم الاعتراف بيهودية الدولة، مشيداً بجهود الإدارة الأميركية، وحرصها على نجاح المفاوضات. وعن شكل الحكومة الفلسطينية المقبلة، والتي من المفترض أن يترأسها عباس بحسب اتفاق المصالحة الذي وقّعه وفد منظمة التحرير وحماس الأربعاء الماضي، قال الرئيس الفلسطيني إن «الحكومة المقبلة ستكون تكنوقراط، وملتزمة ببرنامجي السياسي، وتعترف بإسرائيل، وتنبذ العنف، وتؤمن بحل الدولتين، ليس كما يصفها الإسرائيليون حكومة إرهابية». وأوضح أن الحكومة الفلسطينية وظيفتها تسيير أمور الشعب، بينما المفاوضات شأن منظمة التحرير الفلسطينية. وأكد عباس «عزمه على البدء بخطوات عملية للترتيب لانتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني»، مشيراً إلى أنه سيتم البحث في شكل الانتخابات المقبلة بما يتلاءم مع وضع فلسطين الدولي، بعد حصولها على دولة. من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، في كلمة الافتتاح، إن «على المجلس بحث انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، والاستعداد لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي». وفي تعليقها على خطاب أبو مازن، أوضح المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، المقرر تشكيلها تطبيقاً لاتفاق المصالحة في الأيام القليلة المقبلة، ستكون مؤقتة وليست حكومة أي حزب سياسي أو أي شخص. ومضى برهوم قائلاً إن الموضوع السياسي هو من اختصاص الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بدوره، نفى المتحدث باسم «حماس» في الخارج، حسام بدران، عزم الحركة على «الاعتراف بإسرائيل»، رداً على ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية، بشكل واسع أمس، على لسان المستشار الإعلامي لرئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية، بأنه «لا يستبعد اعتراف حماس بإسرائيل».
(الأناضول، أ ف ب)