هجوم شرس تعرّض له نوري المالكي على يد المرجع الديني الشيخ بشير النجفي، الذي حرّم التصويت له، في خطوة لا شك ستترك أثراً سلبياً كبيراً على حظوظ رئيس الوزراء العراقي وكتلته في الوصول للأكثرية البرلمانية، لكونها أتت في وقت حساس للغاية، بالتزامن مع استعداد الناخبين للإدلاء بأصواتهم يوم غد. والضربة الأخرى التي تلقاها المالكي كانت إعلان المرجعية العليا في النجف وقوفها إلى جانب النجفي في انتقاده لأداء الحكومة.
وكان النجفي قد انتقد أول من أمس أداء الحكومة الخدمي والاقتصادي والأمني والتعليمي، واتهمها بإهمال الحدود وإدخال مئات المسلحين والسكوت على معلومات كسر السجون قبل هروب السجناء، مبيناً أن الحكومة أرسلت الجيش إلى الأنبار وتركت عشرات الجنود يُذبحون عطاشى بسبب الإهمال من قبل القيادات الساكنة في قصور صدام، بحسب وصفه.
وذكر المرجع النجفي أن «هذه الأيام هي أيام حاسمة بالنسبة إلى مصير العراق ومصير الشعب العراقي المظلوم، وهذه الأيام مصيرية بالنسبة إلى الشعب، ويجب علينا جميعاً أن نعمل لرفع الظلم عن الشعب». وتابع «منذ 9 سنوات مضت والحكومتان في هذه الفترة لم تحققا الأمن وبمعدل يومي يقتل ويصاب مئات الناس، وأكثر من 30 إلى40% من الشباب والاطفال يعيشون تحت خط الفقر، وموازنة العراق تعادل موازنات أربع أو 5 دول، ولا نعرف أين تذهب أموال العراق، وملايين براميل النفط تنتج وتذهب الى المجهول».
وبيّن النجفي، في إشارة إلى رئيس الوزراء، «يقول إني أحارب الإرهاب؛ لكن من الذي خلق الإرهاب؟؟ أهملت الحدود وكان حارس الحدود يخبر الجالسين في قصور صدام والإرهابيين يدخلون الى العراق وما من إجراء لردعهم». وتابع «أُلقي القبض على عشرات الإرهابيين في المحافظات، وجُمعوا في بغداد وصدر بحقهم الإعدام، والجالس على رئاسة الجمهورية لم يوقع الإعدام، إلى أن فروا يميناً وشمالاً». وحول أزمة الأنبار، قال المرجع النجفي إن «التصريحات أكدت أن إنهاء الأزمة في الأنبار سيجري خلال أيام، وها نحن تمر علينا 4 أشهر ولم تُنهَ»، مؤكداً «وجود قيادة فاسدة وضباط يقولون لا يؤمرون بقتل الإرهابيين، إلى أن حوصر 300 جندي من دون عتاد وماء ومؤونة، وحين ناشدوا السلطات رد عليهم «دبّروا أمركم»، وذُبحوا عطاشى وهم جثث في دائرة الطب العدلي من دون رؤوس».
دعا النجفي
إلى العمل على رفع الظلم عن الشعب العراقي
وشدد النجفي، في ختام حديثه، على انتخاب الصادق والكفؤ، مبيناً أن «كل العقلاء متفقون على التغيير، وأدلّكم على من يصلح للانتخاب، وهم مرشحون في عدد من المحافظات، وإن لم تصل أيديكم إليهم فإن السيد عمار الحكيم ابني وابن المرجعية، انتبهوا جيداً أني غير معصوم، ابني عمار غير معصوم، قد يكون في قائمته غير الذي ترغب فيه فانتخب غيره، لكن لا تخرج عن هذه القائمة. والشيء الآخر، المرجعية بتاريخها لا تفكر في الكرسي أبداً، لكن تعودنا أن نلوي أُذن الجالس على الكرسي إذا كان يسير باعوجاج»، مشدداً على أنه «سيستمر في لي أُذن كل من لا يخدم البلد من المسؤولين».
من جانبها، رفضت المرجعية العليا في النجف، التجاوز والتطاول على مقام المرجعية المتمثل في المرجع الشيخ بشير النجفي من قبل أنصار بعض القوائم الانتخابية.
وذكر مصدر مقرب من مكتب المرجع علي السيستاني أن «هنالك تجاوزاً غير مبرر، وتطاولاً سافراً على مقام المرجع الشيخ بشير النجفي، بعد إدلائه برأيه في ما يتعلق بالانتخابات التشريعية»، مضيفاً أن «ما يتفوه به البعض من إساءة واضحة إلى مقام المرجعية يبرز ما تضمره بعض القوى تجاه مراجع الدين وحوزة النجف بصورة عامة».
واشار المصدر إلى أن «المرجع السيستاني يرفض وبشدة أي تطاول يمس مقام المرجعية».
(الأخبار)