القاهرة | حملة المرشح الرئاسي في مصر المشير عبدالفتاح السيسي ستخرج إلى النور خلال ساعات، لتعلن عن خطة عملها خلال الفترة المقبلة التي تشهد الدعاية الانتخابية التي تنطلق رسمياً غداً الجمعة 2 ايار. ووجهت الحملة الدعوة إلى الصحافيين للقاء لجنة الشباب في إحدى الفيلات في ضاحية مصر الجديدة، في أول لقاء لأعضاء الحملة مع الاعلام بعد المؤتمر الصحافي للمستشار القانوني محمد أبو شقة قبل أسبوعين.
الحملة التي عملت في سرية تامة منذ تقاعد المشير من منصبه كوزير للدفاع قبل أكثر من شهر، لم تكن تكشف عن لقاءاته مع الشخصيات والقوى السياسية إلا بعد انتهائها. وجاء كشف المعلق الرياضي كريم حسن شحاته عن طريق الخطأ غير المقصود خلال حديثه عن لقاء وفد من الرياضيين بالمشير شارك فيه المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي، ليخرق النطاق المسموح به للحديث عن تفاصيل الحملة التي يحاول أفرادها فرض السرية عليها.
فرغم حضور المتحدث الرسمي كافة لقاءات المشير السابقة مع الفئات والتيارات المختلفة، كان الصمت الإعلامي الذي التزموه سبباً في عدم إعلان حضور العقيد والذي يخالف القواعد العسكرية بعدم انشغال الجيش بالسياسة.
سرية الحملة الانتخابية خلال الفترة الماضية لم تتوقف على رفض أعضائها الحديث والتواصل مع وسائل الإعلام أو الرد على استفساراتهم، لكنها وصلت إلى إحاطة كافة لقاءات المشير بالسرية التامة وعدم الإعلان عنها إلا بعد انتهائها، مكتفين بإرسالها مع صور وبيانات مقتضبة، علماً بأن المتحدث الاعلامي للحملة عبدالله المغازي، الذي اختير قبل أسابيع، أغلق صفحته على موقع «فايسبوك» ولم يعد يرد على هاتفه.
الحملة التي يتولى السفير كارم محمود عضو المجلس القومي لحقوق الانسان منصب منسقها العام لا تسمح لأحد بزيارتها في مقرها في ضاحية القاهرة الجديدة شرق القاهرة؛ فالفيلا الفارهة التي تستأجرها الحملة لا يسمح بدخولها إلا بمواعيد مسبقة، بينما تتولى حمايتها شركة «فالكون» للأمن والحراسة، وهي إحدى الشركات الخاصة التي يتردد أن أجهزة أمنية تمتلك أسهماً فيها.
الترسانة الأمنية التي تحيط بمقر الحملة لا تعني بالضرورة أن اللقاءات الرسمية تتم فيها؛ فمقر الحملة تحيط به الحواجز الحديدية وأبواب التفتيش الالكتروني، إضافة إلى المطبات الصناعية الحديثة التي أنشئت قرب الفيلا والتي اختيرت بعناية بحيث لا يوجد بقربها بناية أعلى منها في المنطقة لدواع أمنية.
وتجري لقاءات المشير مع من تختارهم حملته داخل فندق الماسة التابع للقوات المسلحة الموجود في ضاحية مدينة نصر. تضاربت المصادر التي تحدثت لـ«الأخبار» عن تحديد مكان إقامة المشير وعائلته؛ ففيما قال مقربون من حملته إنه يقيم في حي التجمع الخامس في ضاحية القاهرة الجديدة، قال آخرون إنه يقيم في إحدى الدور التابعة للقوات المسلحة لدواع أمنية.
عنوان البطاقة الشخصية التي استخرجها المشير السيسي بعد تقاعده من القوات المسلحة والمدون فيها عنوان إقامته في حي مصر الجديدة لم تكن صحيحة؛ فالجيران في العقار لم يشاهدوه يوماً ولم يقم في العقار القريب من مبنى وزارة الدفاع، فيما تعتبر الحملة مقر إقامته أمراً سرياً لا يجوز الافصاح عنه، في وقت تقدمت فيه حملته بصورة بطاقته الشخصية ضمن أوراق الترشح للجنة العليا للانتخابات لاعتمادها رسمياً.
حتى الآن لم يظهر المشير تلفزيونياً على أي من الشاشات منذ إعلان استقالته واعتزامه الترشح، بينما تكتفي وسائل الاعلام المصرية بالتصريحات المنسوبة إليه عبر المكتب الاعلامي للحملة الذي ينتقي الصحافيين المحددين لمتابعة الحملة في وسائل الاعلام المختلفة.
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها «الأخبار»، فإن إدارة الازمات في القوات المسلحة هي من تتولى إدارة الحملة الانتخابية للمشير، بينما يتولى محافظ الأقصر الاسبق اللواء سمير فرج، الذي سبق اتهامه في قضايا فساد بعد ثورة «25 يناير»، مسؤولية التخطيط الإعلامي للحملة.
اللواء المتقاعد حمدي بخيث منسق حملة «كمل جميلك»، إحدى الحملات الشعبية المقربة من المشير، قال لـ«الأخبار» إن هناك إجراءات أمنية تحيط بالسيسي لحمايته، خاصة مع وجود مخططات معلنة لاستهدافه، مبرراً صمته بالتزامه الصارم بالقانون ورفضه مخالفته أو التحايل عليه باعتباره أحد رجال القوات المسلحة الذين اعتادوا الانضباط في حياتهم العسكرية.
أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل شبّه ما تقوم به حملة المشير بالطريقة التي أدار بها مجموعة من الإعلاميين حملة الانتخابات الرئاسية للرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2005 من خلال التركيز على لقاءاته بأشخاص وفئات محددين سلفاً.
وأضاف خليل، في حديث إلى «الأخبار»، أن ما تقوم به الحملة من الحرص على إخفاء مرشحها وعدم اختلاطه بالجماهير أمر لا يتناسب مع الطبيعة الديموقراطية المفترضة للانتخابات الرئاسية، مؤكداً أن «المواطنين يكونون بحاجة إلى معرفة شخصية المشير المرشح للرئاسة، فهم كانوا يعرفونه كوزير للدفاع، لكن الآن أصبح وضعه مختلفاً».
وأشار إلى أن التمسك بقواعد الانتخابات وعدم إقامة دعاية قبل الموعد المحدد في القانون بداية من 2 أيار المقبل ليس له علاقة باختفاء الحملة شعبياً وعدم اختلاطها بالجماهير.