بغداد | أظهرت النتائج الأولية للانتخابات النيابية العراقية تقدم ائتلاف رئيس الوزراء نوري المالكي في العديد من المحافظات الجنوبية والوسطى، فيما حقق ائتلاف المواطن بزعامة السيد عمار الحكيم تقدماً متوقعاً في بعضها. وبينما يتراجع نسبياً تيار الأحرار التابع للتيار الصدري في العديد من معاقله ببغداد والمحافظات الجنوبية، تظهر النتائج الأولية حصول ائتلاف إياد علاوي (الوطنية) على ما لا يقل عن 14 مقعداً.
ويظهر التحالف المدني كقوة جديدة بعد حصوله على أصوات مهمة في بغداد والبصرة وذي قار وبابل وواسط، إذ تشير التوقعات إلى حصوله على ما لا يقل عن 6 مقاعد، فيما يبرز ائتلاف العراق في الأنبار كقوة منافسة لائتلافي متحدون بزعامة أسامة النجيفي والعربية برئاسة صالح المطلك، مستفيداً من نسب المشاركة القليلة.
وتصدرت كتلة متحدون نتائج محافظة نينوى التي تعد ثاني أكبر المحافظات في العراق بعد العاصمة بغداد، إذ يتوقع أن تحصل على ما لا يقل عن 15 مقعداً من أصل 34 مقعداً في نينوى فقط.
مكاتب المفوضية في محافظات إقليم كردستان أعلنت النسب الأولية للكتل المشاركة دون أية مفاجآت، إذ تصدر الحزب الديموقراطي مجمل النتائج بحصوله على 44% من مجمل أصوات محافظات الإقليم الثلاث (اربيل، السليمانية، دهوك) يليه حزب التغيير صاحب القواعد الشعبية الكبيرة في السليمانية بحصوله على 23% من مجمل الأصوات، ثم الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني بعد أن حصد 22% من الأصوات، وأخيراً الحزب الإسلامي الكردستاني 11%. ومن المتوقع أن تحصل الكتل الكردية على ما لا يقل عن 13 مقعداً في محافظات نينوى وكركوك وديالى.
حقق ائتلاف «دولة القانون» تقدماً في المحافظات الجنوبية والوسطى

المفاجأة الأبرز جاءت من محافظة النجف التي أظهرت أولى النتائج تصدر ائتلاف دولة القانون وحليفه ائتلاف الوفاء للنجف نتائج التصويت، بالرغم من تحريم المرجع الديني الشيخ بشير النجفي انتخاب ائتلاف المالكي، وسجل تيار الأحرار تراجعاً طفيفاً في المحافظة أمام ائتلاف المواطن في ذات المحافظة.
ولم تخذل التوقعات ائتلاف المالكي في معاقله (بغداد والبصرة وبابل)، بعد أن أظهرت النتائج الأولية تفوقه بفارق شاسع على أقرب منافسيه متحدون والمواطن والأحرار. في المقابل، من المتوقع أن لا يحصل حلفاء المالكي على أية مقاعد في بغداد وبابل، إلا أن أبرز حلفائه حزب الفضيلة حصد أصواتاً تؤهله للعتبة الانتخابية في البصرة تحديداً، بينما تشير التوقعات حسب النتائج الأولية إلى عدم حصول الحلفاء (ائتلاف المالكي، والصادقون التابعة لعصائب أهل الحق، وائتلاف العراق التابع لرجل الأعمال فاضل الدباس) على أكثر من 3 مقاعد في معاقل المالكي. ائتلاف المواطن بزعامة عمار الحكيم أعلن حصوله على ما لا يقل عن 45 مقعداً في عموم العراق، بينما يعلن ائتلاف المالكي أنه سيحصد أكثر من مئة مقعد، في وقت التزمت فيه بقية الكتل الصمت بانتظار إعلان النتائج الأولية. وبالرغم من أن النتائج الأولية أظهرت تصدر المالكي، إلا أن التحالفات السياسية ستؤدي دوراً في تسلمه منصب الرئاسة لولاية ثالثة من عدمها.
تراجع التيار الصدري
في معاقله في بغداد والجنوب مقابل تقدم المجلس الأعلى

وأعلن رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية المستقلة للانتخابات، مقداد الشريفي، في مؤتمر صحافي أن نسبة التصويت العام في الانتخابات تحتسب بحسب سجل الناخبين وبحسب بطاقات التصويت، مشيراً إلى أنها بلغت 60% لسجل الناخبين و70% للبطاقات الإلكترونية، مبيناً أن «12 مليوناً و101 ألف ناخب شاركوا في الانتخابات». ولفت الشريفي إلى أن «إعلان نتائج الانتخابات ستكون خلال مدة 30 يومياً».
وأعرب رئيس الوزراء نوري المالكي، في بيان بمناسبة نجاح الانتخابات، عن أمله أن تسهم نتائج الانتخابات بتسهيل عملية تشكيل الحكومة بأسرع وقت.
وكان المالكي قد أكد عقب الإدلاء بصوته في بغداد أمس، أنه واثق من تحقيق الفوز، إلا أنه يترقب «حجم» هذا الفوز.
ورأى المالكي الذي يتطلع إلى الفوز بولاية ثالثة على رأس الحكومة، أن شكل الحكومة المقبلة «يتوقف على الانتخابات وعلى كثافة المشاركة فيها وعلى حسن الاختيار. علينا أن نجري عملية التغيير، والتغيير المقصود هو ألا تكون الحكومة نسخة عن الحكومات السابقة»، داعياً إلى أن تكون «حكومة أغلبية سياسية».
من جانبه، أكد رئيس البرلمان العراقي وزعيم كتلة «متحدون للإصلاح» أسامة النجيفي أمس، أنه لن يتحالف مع المالكي بأي شكل من الأشكال، مشيراً إلى أن التحالفات مؤجلة ولم تحسم.
وأضاف النجيفي، الذي عبّر عن رضاه عن سير العملية الانتخابية، «التحالفات مؤجلة الآن إلى حين إعلان نتائج الانتخابات، إلا أننا وضعنا خطوطاً حمراء بعدم التحالف مع رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي في المرحلة المقبلة بأي شكل من الأشكال».
بدوره، أكد رئيس المجلس الأعلى وزعيم كتلة «المواطن» في البرلمان العراقي، السيد عمار الحكيم، في كلمته بمناسبة انتهاء الاقتراع العام، أنه سيتم البدء من الآن بإعادة تشكيل التحالف الوطني.
وكان الحكيم قد أكد عقب الإدلاء بصوته أمس أنه يسعى في المرحلة المقبلة إلى تشكيل «فريق متجانس في الحكومة القادمة يحمل رؤية لإدارة البلاد، بغض النظر عما إذا كانت هذه الحكومة شراكة وطنية أو أغلبية سياسية».
وكان رئيس كتلة «المواطن» باقر جبر الزبيدي قد لوّح أمس بإمكان انبثاق تحالف سنّي ــ شيعي، بعد ظهور نتائج الانتخابات «متماسك، له موقف موحد، كما هي الحال داخل التحالف الكردستاني». وقال الزبيدي إن «كتلة المواطن ليس لديها خطوط حمراء بالتحالف مع الكتل السياسية بعد نتائج الانتخابات، حتى وإن كان ائتلاف دولة القانون». وأوضح الزبيدي أنه مستعد لشغل منصب رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة، ومستعد لتقديم المشورة من أجل إصلاح البلد. في غضون ذلك، قال القيادي في ائتلاف الكتلة الوطنية العراقية الذي يرأسه إياد علاوي، محمود المشهداني، إن العرب السنّة يبحثون في المرحلة المقبلة عن منصب رئاسة الجمهورية لمصلحة العراق.
في السياق، أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، بعد الإدلاء بصوته، أن هناك إجماعاً وطنياً على ضرورة تشكيل حكومة أغلبية منسجمة وقادرة على القيام بواجباتها.




توتر أمني وسقوط قتلى

شهد يوم أمس توتراً أمنياً كبيراً رافق العملية الانتخابية، حيث قتل موظفان يعملان لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في هجوم بعبوتين ناسفتين استهدفتا أمس موكباً عسكرياً كان يرافق مجموعة من موظفي المفوضية قرب كركوك شمالي بغداد. كذلك أصيب ضابطان في الجيش في هذا الهجوم، وفقاً للواء الركن في الجيش محمد خلف الدليمي.
كذلك أفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أمس بأن حصيلة التفجير الانتحاري بحزام ناسف، الذي منع أحد عناصر الشرطة منفذه من اقتحام مركز انتخابي، شمال تكريت، ارتفعت إلى 22 قتيلاً وجريحاً. وفي محافظة كركوك، أفاد مصدر في الشرطة بأن امرأتين قُتلتا بتفجير عبوة ناسفة قرب مركز انتخابي شمال غرب المحافظة. وقال المصدر إن «عبوة ناسفة انفجرت صباح اليوم، بالقرب من مركز انتخابي في قرية جخماغة التابعة لقضاء الدبس، ما أدى إلى مقتل امرأتين كانتا متجهتين للمشاركة في الانتخابات».
إلى ذلك، قتل أمس أكثر من 18 مسلحاً من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» المرتبط بالقاعدة، في عملية عسكرية نفّذت في مناطق متفرقة من محافظة الأنبار غرب العراق، بحسب مصدر أمني.
(الأخبار، الأناضول)