يوم ناري شهدته محافظة دير الزور أمس. المعارك العنيفة تجددت بين «داعش» من جهة، وبين «جبهة النصرة»، وحلفائها في «الجبهة الإسلامية» من جبهة أخرى، وسط معلومات مؤكدة عن تقدّم كبير لـ«داعش»، الذي أكدت مصادر من داخله أنّ السيطرة على دير الزور بكاملها باتت مسألة وقت.
وقال مصدر «جهادي» لـ«الأخبار» إنّ «ولاية الخير (الاسم الذي يُطلقه داعش على دير الزور) في طريقها لتصبح الولاية الثانية تحت سيطرة الدولة بشكل كامل، بعد ولاية الرقة». وأكد المصدر أنّ «مجاهدي الدولة تمكنوا بفضل الله من تطهير الريف الشمالي لولاية الخير بشكل كامل. وقد بات خط الجزيرة من قرية جديد عكيدات وحتى البصير في حوزة الدولة. أما عمليات تطهير الريف الشرقي فمستمرة، وننتظر البشائر من هناك». وأضاف: «الإخوة المجاهدون تعاهدوا أنّ صلاة الجمعة القادمة ستُقام وولاية الخير بأكملها في قبضة الدولة».
في المقابل، توعّد مصدر من «جبهة النصرة» بـ«مفاجآت تنتظر تنظيم البغدادي، ستُزلزل الأرض من تحتهم». وقال المصدر لـ«الأخبار» إنّ «معظم الأخبار التي يُروجونها عن سيطرتهم على البلدات والقرى عارية من الصحة. دخلوا بعض القرى، وقاموا بأعمال نهب وتخريب طاولت المدنيين، ثم غادروها».
وأكدت مصادر «داعش» سيطرته على قريتي الجريجية، والفدين في الريف الشمالي، بعد معارك مع «لواء درع الأنصار». فيما قالت مصادر «النصرة» إن «التنظيم اقتحم القريتين، وأحرق عدداً من المنازل». وأعلنت «النصرة» مقتل أبو أسامة الشرعي، أحد «شرعييها» في جديد عكيدات، إضافة إلى مقتل زياد الشلاش، الشهير بأبو بكر، وهو «المسؤول الإعلامي» في الريف الشرقي. فيما أعلنت «الجبهة الإسلامية» «اعتقال خلية سرية لداعش في دير الزور، مؤلفة من 8 أشخاص. مهمتها خطف المجاهدين وقتلهم وإحداث بلبلة».
وتواصلت المعارك ليلاً في محيط حقل الجفة النفطي، وحقل كونيكو للغاز، وسط استماتة الطرفين للسيطرة عليهما، حيث تشكل السيطرة على حقول النفط والغاز الهدف الأساسي للمعارك الدائرة في المنطقة برمّتها، بين الفصائل «الجهادية». وعلى صعيد متصل، قال مصدر مواكب للمعارك لـ«الأخبار» إنّ «تقدم داعش مرتبط بتمكنه من تحييد عدد من العشائر التي توالي عن النصرة عن معارك اليومين الأخيرين». وتحدث المصدر عن «معلومات تؤكد وجود مفاوضات سرية بين داعش وبين تلك العشائر، أدت إلى إحجام الأخيرة عن مساندة النصرة، مقابل حصولها على حصص من عائدات النفط في المنطقة، حال نجاح داعش في السيطرة على الحقول». وتوقع المصدر أن تكون «المبادرة التي أعلنتها العشائر مجرد غطاء لتبرير عدم مشاركتها في القتال إلى جانب النصرة، كما تقضي الاتفاقات والمبايعات الحاصلة».
مبادرة «عشائر الفرات»
في السياق، أعلنت بعض عشائر دير الزور مبادرة لوقف القتال بين «الدولة»، وبين «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية». وتداولت صفحات «جهادية» على موقع «تويتر» ما قالت إنه «نص المبادرة التي لم تلقَ ردّاً من أحد الطرفين»، المنهمكين في تصفية أحدهما للآخر. وقالت المبادرة التي نُشرت تحت اسم «مبادرة عشائر الفرات والخابور لوقف الاقتتال في دير الزور» إنّ «قبائل وعشائر الفرات والجزيرة هي عشائر سنية تعمل على تحكيم الشرع الحنيف ولا بديل لها من غير ذلك». ودعت المتقاتلين إلى «الانقياد والرضوخ إلى شرع الله، وإقامة محكمة شرعية مستقلة تفض الخصومة». كذلك أكدت أن «القبائل والعشائر بكل مكوناتها تضع رجالها وسلاحها وبيوتها وكل إمكاناتها صفاً واحداً مع الطرف الذي يرضى بتحكيم شرع الله. وتعتبر الطرف الذي يتعالى على التحاكم المستقل طرفاً معتدياً باغياً». وأعلنت المبادرة أن أصحابها «في انتظار الرد الرسمي من القيادة الرسمية العليا لكل جهة. خلال أسبوع من إعلان هذا البيان عبر المؤسسة الإعلامية الرسمية المعتمدة لكل طرف».