دمشق | «الرجال خرجوا مذعورين. النسوة ينتحبن ويتلفتن يمنة ويسرة خشية الإصابة بقذيفة طائشة. وما إن حططنا الرحال عند مستديرة البطيخة حتى شعرتُ بأن الفلسطينيين كُتب عليهم الشتات ثانية». هكذا تُلخص أم عمار حال النازحين من اليرموك إلى «دوار البطيخة»، بوابة المخيم عند مدينة دمشق. قبل أن تسترسل في الشرح: «رجال يبكون بما يشبه العويل، نسوة يتجمعن حول بعضهن من دون معرفة مسبقة. يتبادلن الدموع، والنظر بحسرة إلى حمّالات المفاتيح». تشهق أم عمار وتضيف: «الجميع يخشى انضمام المفاتيح الجديدة الى مفاتيح عام ثمانية وأربعين».فلسطينيو المخيم سطروا تاريخاً آخر لنكبة ثمانية وأربعين، ففي ظهيرة 17\ 12\ 2012 ذهل سكان اليرموك، من فلسطينيين وسوريين، بأصوات تكبيرات تعلو. يقول الموظف المتقاعد أبو محمد عمايري: «زعم قادة كتائب أبابيل حوران أنهم دخلوا المخيم موقتاً، وأن انتقالهم إلى الزاهرة (الحي الملاصق للمخيم) سيتمّ خلال يومين». ليتبيّن بعدها أن من كبّروا طاب لهم البقاء في المخيم حتى اليوم. وما هي إلا فترة قصيرة من سيطرتهم، حتى شرعوا في اقتحام المحال التجارية وسرقتها، بحجة أن «أصحابها شيعة، وشبيحة، و(الجبهة الشعبية) قيادة عامة». وشيئاً فشيئاً، تخصصت كل مجموعة في نوع معيّن من السرقات. بعضها في سرقة مازوت المعامل، وبعضها الآخر في سرقة آلاتها، وثالث في سرقة كهربائيات البيوت.