ريف دمشق | مع دخول المعارضة المسلّحة إلى مخيم اليرموك، مطلع العام الفائت، عملت على تشكيل تنظيمات مسلّحة فلسطينية موازية لها من المجموعات التي ساعدتها على اقتحامها للمخيّم. في البداية، تشكّلت «القيادة العامة الحرّة»، ممن انشقّوا عن تنظيم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــــ القيادة العامة».
وبحسب مصادر هذه الأخيرة، بلغ عدد هؤلاء نحو أربعين مقاتلاً، فيما أكّدت مصادر المعارضة يومها أنّ التنظيم الجديد يضمّ نحو 100 منشق. وبالتوازي، تشكّلت مجموعة «جيش التحرير الفلسطيني المنشق» بقيادة العقيد الركن خالد حسن (أبو عدي)، وقُدّر عدد مقاتليه بين 50 و75. مصدر عسكري يعلّق على ذلك بالقول: «يومها كان جهد المعارضة منصبّاً على إظهار الدولة السورية في حال تصدّع، وأن كل مؤسساتها تنقسم بين نظامية وما يسمونها الحرّة، على غرار محاولات تقسيم الجيش السوري».
عسكرياً، لم يتعدَّ دور التنظيمين السابقين الإطار الشكلي الذي وُضعا فيه، فيما تولّت تنظيمات أخرى مهمّة خوض المواجهات مقابل الجيش السوري ومقاتلي تنظيم «القيادة العامة»، أبرزها «أكناف بيت المقدس» التي تتبع سياسياً وعسكرياً لحركة «حماس»، بحسب مصادر رسمية ومعارضة، إضافة إلى «العهدة العمرية» التي تتلقّى دعماً من قطر؛ إذ يؤكّد مصدر مطّلع داخل المخيّم لـ«الأخبار» أن ضابطاً قطرياً، من أصل فلسطيني، يتولّى ملف تمويل «العهدة العمرية». ويبلغ عدد مسلّحي «أكناف بيت المقدس» نحو 200 مقاتل، بحسب مصادر من داخل المخيّم، وقد أسّسها بهاء صقر، وهو مرافق سابق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. كذلك إن معظم زعمائها من مرافقي مشعل السابقين. أما «العهدة العمرية» فيبلغ عدد مقاتليها بين 100 و200، أسّسها أبو هاني شمّوط، فيما يتولّى نائبه خليل الزغموت ملف التمويل.
أمّا في ما يتعلّق بتنظيم «جبهة النصرة»، فيراوح عدد المسلحين الفلسطينيين في صفوفه بين 50 و75. وبحسب مصادر فلسطينية، ليس هذا التنظيم وحده من اقتحم المخيم أخيراً، بعد بدء العمل بالمبادرة الفلسطينية، بل انضم إليه نحو 250 من مسلّحي «جبهة النصرة» في الحجر الأسود. وبحسب المتابعين، يعدّ هذا التنظيم الأكثر قرباً من «أكناف بيت المقدس» من الناحيتين الفكرية والعسكرية.
إضافة إلى التشكيلات السابقة، تشير مصادر إعلامية فلسطينية في مخيّم اليرموك إلى وجود مجموعات أخرى، مثل مجموعة «ابن القيّم» (تعرف بمجموعة «أبو عدي عمورة») التابعة لـ«كتائب ابن تيمية»، وهو تشكيل سلفي ومن أكثر التنظيمات «جهادية»؛ إذ ينفّذ عناصره مهمات مثل التفخيخ والتفجيرات عن بعد، إضافة إلى العمليات الانتحارية. وشكّلت مجموعة من الأعضاء السابقين في حركة «فتح»، ممن تعرّضوا للاعتقال في فترة الثمانينيات، مجموعة مسلّحة خاصة تسمّى في المخيّم مجموعة «الزعطوط». وانضمّ إلى هذه المجموعة عدد من الشباب الفتحاوي المعارض للنظام في سوريا، حتى بات عددهم يقارب 50 مسلّحاً. وفي المخيّم، أيضاً، «أحرار اليرموك» الذين يتزعمهم أبو ثائر اللبواني، وعددهم أيضاً يقارب الـ50، إضافة إلى مجموعة «زهرة المدائن» التي شكّلها خليل زغموت، وانضمّت أخيراً إلى «العهدة العمرية»، بعد أن تقاسم زعيما الفصيلين المناصب، فأصبح أبو هاني شموط قائداً، وخليل الزغموت نائباً ومسؤولاً عن ملف التمويل.
بعض الفلسطينيين حملوا السلاح في المخيّم تحت راية «الجيش الحر». وتشير مصادر ميدانية إلى أن مسلّحي «الحر» في يلدا وببيلا، المتاخمتين لليرموك جنوباً، «استمالوا أشخاصاً فلسطينيين، في الفترة التي سبقت اقتحام المسلّحين مخيم اليرموك، فانضمّ العشرات منهم إلى الجيش الحر. يقدم هؤلاء أنفسهم كمعارضين للنظام السوري، أكثر من كونهم مواطنين فلسطينيين».
وتجدر الإشارة إلى أنّ المئات من المقاتلين الفلسطينيين، من مختلف التنظيمات العشرة المذكورة آنفاً، انضمّوا بموجب مبادرة منظمة التحرير الفلسطينية في الأشهر الماضية إلى «تجمّع أبناء اليرموك» أو «القوة الفلسطينية المشتركة» اللذين شكّلا الإطار الذي اتفقت عليه الفصائل الفلسطينية لتولّي إدارة المخيّم وحمايته.