بالرغم من مرور شهر على معركة «سيف القدس»، يستمر الحصار الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة. إذ لا تزال المعابر مغلقة، والمواد الأولية تدخل بحدّها الأدنى. إسرائيل تريد بحصارها الحصول على ما لم تستطع الحصول عليه خلال المعركة. فهي لن تسمح بإعادة الإعمار أو إدخال الأموال القطرية عبر الحقائب كما كان يجري سابقاً، كي لا تعيد «حماس» بناء قوّتها. استغلال معاناة الغزيين، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، أمرٌ لن تسمح به المقاومة في غزة، إذ وجّه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في القطاع، يحيى السنوار، تحذيراً إلى إسرائيل من مغبّة مواصلة فرض الحصار على القطاع، واصفاً اجتماعه بالمنسّق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، اليوم، بـ«السيئ، واللقاء لم يكن إيجابياً بالمطلق».وقال السنوار، إنه «لا توجد بوادر تُشير إلى حل الأزمة الإنسانية بغزة، كما أن إسرائيل تبتزّ المقاومة في موضوع التخفيف عن غزة»، وأن «حماس» أبلغت وينسلاند رفضها للابتزاز الإسرائيلي.
وتابع: «أبلغنا وفد الأمم المتحدة، عزمنا عقد لقاء مع قادة الفصائل الوطنية والإسلامية في غزة، لدراسة الخطوة التالية»، وأن «الوضع الحالي يتطلب ممارسة المقاومة الشعبية بشكل واضح، للضغط على الاحتلال من جديد».
بدوره، سارع إعلام العدو بنقل تصريح السنوار، معتبراً أن الأوضاع تتجه إلى الأسوأ، إذ قال المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليؤور ليفي: «أخبار لا تبشّر بالخير من غزة: اللقاء بين قيادة حماس ومبعوث الأمم المتحدة حول التهدئة انتهى بالفشل». وقالت مراسلة الشؤون الفلسطينية في قناة «كان»، نوريت يوحانان، إن «السنوار يُدلي بتصريح غير معتاد في نهاية اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة: اللقاء كان سيئاً، ولا توجد بوادر لحل الأزمة الإنسانية في غزة».