مع ظهور النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي جرت الأربعاء الماضي، مظهرةً تفوق كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي على باقي الكتل المتنافسة، رأى النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد السلام المالكي أمس، أن الشعب العراقي أبدى رغبته ببقاء نوري المالكي في منصبه لولاية ثالثة، داعياً الكتل السياسية إلى احترام رأي الشارع ورغبته.
وقال المالكي، في بيان، إن «الانتخابات أعطت التصور الواضح بنجاح سياسة دولة القانون ومنهجها وبرنامجها الوطني طوال الفترة الماضية»، موضحاً أن «حصول دولة القانون على المرتبة الأولى هو دليل واضح على قناعة الشعب العراقي بهذا المنهج وبشخص نوري المالكي».
في هذا الوقت، دعا المستشار الإعلامي لنوري المالكي علي الموسوي أمس، وسائل الإعلام السعودية إلى الترفع عن الكذب والتشويش على نتائج الانتخابات التي جاءت «صفعة على وجوههم». وقال الموسوي في بيان: «فوجئت صباح اليوم بخبر نشرته صحيفة الحياة السعودية على صدر صفحتها الأولى، يزعم قيام رئيس وزراء العراق نوري المالكي بزيارة سرية لإيران»، موضحاً: «إني أطمئن هؤلاء إلى أن رئيس الوزراء ليس من المغرمين بالزيارات السرية، ولم يقم بأي زيارة سرية لأية دولة طوال ولايتيه الأولى والثانية»، داعياً «هذه الصحيفة وغيرها من وسائل الإعلام المرتبطة بنفس المنظومة السعودية، إلى أن تترفع عن اللجوء إلى الكذب الصريح في محاولة للتشويش على نتائج الانتخابات التي جاءت بمثابة الصفعة على وجوههم».
في السياق، قالت رئاسة إقليم كردستان في بيان إن «منصب رئاسة جمهورية العراق، هو استحقاق للشعب الكردي، وسنشدد بكل قدرتنا للحصول على منصب رئاسة جمهورية العراق من قبل الشعب الكردي، ويجب أن يحظى أي شخص مرشح لمنصب رئاسة جمهورية العراق بموافقة برلمان كردستان، لأن هذا الاستحقاق هو استحقاق لشعب كردستان». من جهة أخرى، دعا رئيس مجلس النواب العراقي المنتهية ولايته وزعيم ائتلاف «متحدون» للإصلاح أسامة النجيفي، وزعيم القائمة الوطنية ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، إلى ضرورة تأسيس سياسة جديدة في تشكيل الحكومة المقبلة، رافضين سنوات الحكم الماضية التي وصفاها بالسوداء، للانفراد باتخاذ القرارت.
وذكر بيان صادر عن مكتب النجيفي أن اجتماعاً مهماً عقد بين الأخير وعلاوي، بحضور قياديين من الجانبين، مبيناً أن الطرفين اتفقا على التنسيق المشترك بينهما حول المواقف السياسية والمشهد العراقي القادم، في ضوء المصلحة العليا للعراق والعراقيين. وأشار إلى أنه «طُرحت في الاجتماع التصورات والسيناريوات المتوقعة للفترة المقبلة وفق معايير عمادها عدم اقتناع الطرفين بالسياسة التي اتبعت خلال السنوات الماضية التي ألقت ظلالها السوداء على جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق، وأصبح المواطن يتنقل من أزمة إلى أخرى بسبب غياب المعالجات السليمة والانفراد في اتخاذ القرارات». في غضون ذلك، اتهم القيادي في ائتلاف الوطنية حامد المطلك أمس، بعض المرشحين باستخدام «القوة المفرطة والمال السياسي»، لتزوير الانتخابات في محافظة الأنبار، وطالب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالتحقيق في هذه «الخروق». وقال المطلك إن «محافظة الأنبار شهدت خروقاً انتخابية واضحة من خلال استخدام القوة والمال السياسي بإفراط»، مطالباً «مفوضية الانتخابات بإجراء تحقيق بهذه الخروق التي رافقت عملية الانتخابات».
إلى ذلك، بعد الضربات القاصمة للقوات الأمنية العراقية، بدأت عناصر «داعش» بالهروب من مدينة الفلوجة إلى سوريا مع اشتداد الخناق عليها وإغلاق جميع طرق تمويلها وتزايد السخط الشعبي. وبحسب مصادر مطلعة، بدأ عناصر «داعش» بالهروب من الفلوجة ومناطق الأنبار الأخرى باتجاه سوريا، إذ أكدت المصادر أن نحو 30 – 40 سيارة بيك أب شوهدت متوجهة نحو الحدود السورية، وهي تحمل إرهابيين من «داعش» لتعزيز عناصره هناك. في الوقت نفسه، قتل 33 شخصاً في هجمات استهدفت خلال الساعات الـ48 الماضية مناطق متفرقة في العراق، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية أمس.
(الأخبار، أ ف ب)