شهد اليوم الثاني والأربعون للمعركة العسكرية في مدينة المليحة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق تقدماً ملموساً للجيش السوري، حيث تمكّن من التوغل في عمق الأحياء الجنوبية للمدينة، التي كانت حتى أمس ترزح تحت سيطرة مقاتلي «الجبهة الإسلامية ــ جيش الإسلام». مصدر عسكري أكّد لـ«الأخبار» أنه: «قد لا تحتاج العملية العسكرية إلى أكثر من ساعات ليتم إعلان المليحة منطقة خاضعة بكاملها للجيش السوري».
وكان الجيش خلال ساعات الفجر الأولى قد تمكّن من التصدي لأكبر عملية تسلل الى المليحة من قبل الجماعات المسلحة، حيث «أقدمت مجموعة من عناصر كتائب المعارضة الموجودة في جسرين، وتعدادهم 200 مسلح، على التسلل نحو مدينة المليحة. ولدى محاولتهم الدخول من البوابة الشمالية للمدينة، قصفتهم الطائرات الحربية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير منهم».
وبعد هذه العملية، توغّل الجيش في المليحة انطلاقاً من أربعة محاور، شبعا وجرمانا وطريقي دير العصافير والخيارة، ما أدى إلى تسارع انهيار دفاعات مقاتلي المعارضة المسلحة، وانحسارهم إلى الأحياء الشمالية للمدينة. وخلال التوغّل، دمّر الجيش عدة أنفاق كان المسلحون قد حفروها في الأحياء الوسطى من المدينة.
وفي موازاة ذلك، ارتفعت وتيرة المعارك في حي جوبر الدمشقي على الأطراف الغربية للحي، حيث استهدف الجيش أحد تجمعات مقاتلي المعارضة المسلحة بالقرب من طريق المتحلق الجنوبي ـــ امتداد عين ترما، ما أدى إلى سقوط أكثر من عشرين مسلحاً تابعين لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» خلال القصف، وعدد آخر من الجرحى.
وفي السياق، تستمر الاشتباكات المتقطعة في مخيم خان الشيح (الريف الجنوبي) في كل من منطقتي المزارع والقصور، بالتزامن مع قصف مدفعي تشنّه وحدات الجيش انطلاقاً من تلة الكابوسية. وتواصل الطائرات الحربية استهدافها لتجمعات «جبهة النصرة» في الجبل الغربي من مدينة الزبداني، في ظل رفض مقاتلي «الجبهة» الانسحاب من البلدة، علماً بأنهم كانوا قد تعهدوا بالانسحاب أمام المسلحين المحليين منذ يومين، في إطار التسوية التي تم الاتفاق عليها برعاية لجان المصالحة.
على صعيد آخر، شهدت أحياء العاصمة السورية تراجعاً نسبياً في عدد قذائف الهاون التي تطلقها فصائل المعارصة على الأحياء المدنية، إذ «اقتصر» العدد أمس على قذيفتين، إحداهما في حي العمارة، بالقرب من الجامع الأموي في دمشق، والأخرى على سطح المكتبة العادلية في سوق الحميدية، حيث اقتصرت أضرار القذيفتين على الماديات.
على صعيد آخر، ارتفع عدد ساعات تقنين الكهرباء في العاصمة من 12 ساعة إلى 16 ساعة يومياً، بعدما عاود المسلحون استهدافهم لخطوط الغاز. كذلك، تشتكي بعض المناطق الجنوبية في دمشق من انقطاع مستمر للمياه منذ ثلاثة أيام، نتيجة للتخريب الحاصل في شبكات المياه وتأثير انقطاع الكهرباء على تلك الشبكات.
الجيش يصعّد عملياته في حلب
في موازاة ذلك، عادت السخونة إلى جبهة الجوية ــ الليرمون في حلب، حيث شنّت وحدات من الجيش السوري هجمات عنيفة على مبان كان قد سيطر عليها المسلحون بعد إطلاقهم عملية «غزوة بتر الكافرين».
ودارت اشتباكات عنيفة من مسافات قريبة في مبنى القصر العدلي الجديد وهو قيد الإنشاء. وقال مصدر في اللجان الشعبية لـ«الأخبار» إن «مجموعة من الإرهابيين حوصرت في مبنى القصر العدلي، وإن سيارة مزودة برشاش ثقيل دمرت بمن فيها من المسلحين ظهر الاثنين».
وشمال منطقة الزهراء، اقتحم الجيش و«لواء القدس» عدة كتل سكنية كان خسرها إبان تصعيد هجوم المسلحين الشيشان على منطقة دوار المالية. الاشتباكات امتدت وفق مصدر عسكري لـ«الأخبار» إلى مختلف أنحاء الليرمون، وسط تقدم لمجموعات الاقتحام التابعة للجيش.
وتابعت وحدات الجيش تقدّمها في محور المدينة الصناعية وتمكنت من الوصول إلى مدخلها الغربي القريب من قريبة حيلان.
في سياق آخر، لم تمض 24 ساعة على الاتفاق الجديد الذي توصلت إليه «مبادرة أهالي حلب» حول الكهرباء حتى عادت الجماعات الإسلامية التي تسيطر على محطة التحويل إلى قطع الكهرباء عن المدينة. وفي المقابل، بدأ ضخ مياه الشرب من بحيرة الأسد على نهر الفرات إلى مدينة حلب، بعد اتفاق بين الهلال الأحمر السوري والجماعات الإسلامية التي تسيطر على محطة البابيري (90 كلم شرقي حلب).





«داعش» يهاجم عين عرب

هاجمت مجموعات من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) منطقة عين عرب (شمال حلب) واشتبكت مع «وحدات حماية الشعب» الكردية. وتمكّن تنظيم «داعش» من السيطرة على نقطة دفاع متقدمة لـ«الوحدات». وقال مصدر في «وحدات الحماية» لـ«الأخبار» إن «هجوم الإرهابيين التكفيريين على القرى الكردية المسالمة جوبه بدفاع مستميت من مقاتلي الوحدات، فسقط 13 شهيداً، بينهم 3 مقاتلات احتجز داعش جثثهن». وفي منبج، شمال شرق حلب، أكّد مصدر معارض أن مجموعات من «الجبهة الإسلامية» تمكنت من طرد مسلحي «داعش» من قريتي سيفي وخروس. وتستمر المعارك العنيفة بين تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» في دير الزور، حيث سيطرت «النصرة» أمس على قرية الصبحة، إثر معارك ضارية أدت الى مقتل 23 مقاتلاً.
(الأخبار)