«المحيسني مشروع احتيال». هكذا عنوَن «الشيخ أبو الوليد المهاجر» سلسلة تغريدات له عبر موقع «تويتر»، اعتبرها «شهادةً» حول الشيخ السعودي عبد الله المحيسني، أحد أبرز عرّابي «جهاديي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية». وأبو الوليد المهاجر، هو أحد مساعدي «الجهادي» الشيشاني الأبرز، والقائد العسكري في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عمر الشيشاني (طورخان باتيرشفلي).
وسرد المهاجر ما قال إنه وقائع لقاء المحيسني بالشيشاني وحيثياته: «بعد دخول المحيسني للشام، وبالتحديد في حلب، اتصل أحد الإخوة، وقال إن الشيخ المحيسني يريد مقابلة شيخنا عمر الشيشاني فرحبت بالأمر وفرحت. حيث إن نفير طلبة العلم كان نادراً فأصبحنا نفرح بأي شخص والله المستعان». ووفقاً للرواية، فقد التقى المهاجر بالمحيسني لمعرفة الغرض من لقائه بالشيشاني، فقال المحيسني إنّ لديه مشروعاً لخدمة «المجاهدين». ويقوم على «جلب آلات من تركيا لتصنيع الذخيرة». وكان المطلوب من الشيشاني «توفير المكان والحماية للمشروع». ودعا المهاجر (ودائماً وفقاً لتغريداته) المحيسني والشيشاني إلى وليمة عشاء تباحثا خلالها في «المشروع». وحرص المحيسني على توثيق اللقاء بصور جمعته مع عمر الشيشاني، بحجة «إغاظة الأعداء»، قبل أن «يتبين أنه استخدم اسم عمر لأمرين: جمع الأموال، وليعطي نفسه الشرعية ويعلي من شأن نفسه، حيث إنه نكرة في الشام وقتها».
وبعد أيام طلب المحيسني لقاءً آخر. وأمر الشيشانيّ المهاجر بإعطائه مقرّاً للآلات المزعومة. وفي الاجتماع «طلب منا الجلوس منفردين أنا وهو وعمر فخاطب عمر بالنظر في بيعة كتيبة المهاجرين للدولة الإسلامية وعدم الاستعجال فيها». كذاك «اتصل (عبد العزيز) الطريفي (أحد أبرز المشايخ السعوديين الداعمين للجهاديين) بعمر الشيشاني. وكلمه 51 دقيقة، نصفها يمدح فيها الشيشاني ويثني عليه. وأما الباقي فكان يحاول إقناعه بترك الدولة (داعش). فقال له عمر أنا عسكري ولست شرعياً، هذا الكلام ناقش فيه الشرعيين. وبعد المكالمة قال لي عمر: هذا الرجل خبيث». ويوضح المهاجر أن الطريفي هو «الآمر الناهي». والمحيسني لا يُقدم الدعم لأي جهة إلا بأمره. ويؤكد أن المحيسني راح يماطل في تلبية طلبات الشيشاني، وعلى رأسها تأمين مضادات طيران. ويؤكد أنه «لم يصل لعمر الشيشاني وكتيبته، ولا للدولة الإسلامية من المحيسني ولا ليرة، سوى 5000 يورو قدمها لمعركة الشيخ سعيد، وكانت هذه مشاركته الوحيدة. ولم نجد منه سوى الكلام المعسول والوعود الكاذبة». وأخيراً يلخص المهاجر حال المحيسني بأنه «يستغل الدعم ليطرح المشاريع (السياسية لتوجيه عمل المسلحين) التي جاء بها معه من الخارج. كل وعوده كانت محاولات لإقناع عمر بالتراجع عن بيعة الدولة (داعش). يسعى لتكون المشاريع مركزية في يده، ليرجع الجميع إليه من الناحية الشرعية والتسليح وغيرها».
«أحرار الشام» أداة استخبارية
ويؤكد المهاجر أنّ «عشاء العمل الجهادي» قد شهد طرح أحد الحاضرين أوراقاً تسلمها من أحد قادة «لواء صقور الشام» تشرح مخططاً جديداً يجري الإعداد له في تركيا تحت رعاية بعض الدول الخليجية. و«تشترك في هذا المخطط جماعات كثيرة، وغايته تقسيم الشام 3 أقسام: قسم أخضر (المجلس العسكري والأركان)، وقسم أصفر (بعض الكتائب الإسلامية)، وأحمر ممثلاً بالدولة الإسلامية». والهدف من المخطط وفقاً للمهاجر، «جمع الجماعات ضد الدولة وطرح مشروع إسلامي بديل لا يخيف الغرب». ويشرح المهاجر أنّ الحاضرين طلبوا من الشاب ذكر أسماء الجماعات المشاركة فطرحها، وكان على رأسها «حركة أحرار الشام» وغيرها. ويؤكد المهاجر أن هذا المخطط «قد نُفِّذ، وهو الجبهة الإسلامية».