استغل رئيس الوزراء نوري المالكي اقتراب إعلان فوز ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ليخرج أمس ويتكلم من موقع قوة تعود عليه، موجهاً انتقاداً شديداً إلى رئاسة مجلس النواب المتمثلة بأسامة النجيفي ونائبيه قصي السهيل، وعارف طيفور، معرباً عن أمنياته أن تكون الرئاسة المقبلة غير الحالية التي وصفها بـ«الفاشلة بامتياز».وقال المالكي، في كلمته الأسبوعية المتلفزة: «إنني أتمنى على الكتل الفائزة التي تذهب إلى البرلمان الجديد وتتحمل المسؤولية في تمثيل جميع أبناء الشعب العراقي، بعيداً عن الحسابات الطائفية والحزبية والقومية، وبعيداً عن الصورة التي رسمت عن البرلمان الحالي في البحث عن المنافع والمصالح الشخصية، وعمليات عرقلة القوانين التي تعتمدها الحكومة في تثبيت أركان الدولة».

وتابع المالكي قائلاً: «أتمنى رئاسة للبرلمان غير هذه الرئاسة الفاشلة بامتياز، وأتمنى أن تحذف هذه من الذاكرة».
من جهة أخرى، وفي ما يخص كلام رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني عن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره، رأى المالكي أن «لا تفريط بوحدة العراق وسيادته، ولا يحق لأحد التصرف خلاف هذا، لوجود مادة دستورية نصّت على ذلك وفق الدستور، الذي صوّت عليه الشعب، لذا فإن حق تقرير المصير انتهى إلى هنا».
في غضون ذلك، قال النائب والقيادي في ائتلاف دولة القانون، علي الشلاه، إن نتائج فرز أوراق الاقتراع أسفرت حتى أمس عن تخطي الائتلاف الـ 100 مقعد في عموم العراق، من أصل 328 إجمالي عدد مقاعد البرلمان.
وأضاف الشلاه أن «منصب رئاسة الوزراء أصبح محسوماً لائتلافه»، داعياً في الوقت ذاته الأكراد إلى التحالف مع ائتلافه مقابل الاحتفاظ بمنصب رئاسة الجمهورية.
وقال الشلاه إن «ائتلاف دولة القانون الآن عبر حاجز الـ 100 مقعد بالتأكيد وإمكانية أن يعرقل البرلمان المقبل أياً من القوانين التي ترسلها الحكومة أو التي يريدها ائتلاف دولة القانون أصبحت صعبة جداً»، مضيفاً أنّ «من الأفضل للأخوة الأكراد أن يتحالفوا مع ائتلاف دولة القانون ويحتفظوا بمنصب رئاسة الجمهورية، كما يقدرون هم وهذا تفكير عقلاني».
وتابع قائلاًَ إن «الأكراد عودونا أنهم يستطيعون التكيف مع المتغيرات»، مبيناً أن «إمكانية اجتماع الأكراد على هدف واحد أسهل من إمكانية اجتماع المكون العربي السني».
واستدرك بأن «جزءاً رئيسياً من التحالف الكردستاني سيتحالف مع المالكي خلال المرحلة المقبلة، ليس في الحكومة، ولكن في مجمل السياسة العامة للبلد».
في السياق نفسه، توقع قيادي بكتلة الأحرار التي يقودها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، حصول الكتلة على 50 مقعداً في البرلمان العراقي القادم بزيادة 10 مقاعد عن الدورة الحالية.
وقال القيادي في الكتلة حاكم الزاملي: «نحن نتوقع أن نحصل على 50 مقعداً وفقاً لنتائج العد والفرز الأولية التي جرت في معظم المحافظات»، مضيفاً: «كتلة الأحرار كانت تتوقع أن تحصل على أكثر من 50 مقعداً، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن عدد المقاعد التي سنحصل عليها لن تتجاوز الـ50».
ودعا الزاملي مفوضية الانتخابات العراقية إلى «المحافظة على نتائج الانتخابات وعدم التأثر بالضغوط الخارجية أو ضغوط الكتل السياسية، حتى نستطيع أن نشكل الحكومة القادمة مع كتل سياسية أخرى متوافقة معنا في الرؤى».
إلى ذلك، أكد رئيس صحوة العراق وسام الحردان أمس، انسحاب أعداد وصفها بـ«الكبيرة» من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» باتجاه الأراضي السورية.
وقال الحردان إن «الشيء المؤكد لدينا أن أعداداً كبيرة من عناصر «داعش» انسحبت من الأنبار باتجاه الأراضي السورية».
وكشف مصدر أمني أول من أمس عن انسحاب مسلحي تنظيم «داعش» من شمال الفلوجة، وتحديداً ناحية الصقلاوية ولاذوا بصحراء الأنبار.
(الأخبار، الأناضول)