غزة | وقف المواطن الفلسطيني خالد الشيخ تحت شمس حارقة أمام محطة الخزندار للبترول غرب مدينة غزة، وهو يأمل تعبئة أسطوانة الغاز الفارغة خاصته. بعد انتظار أكثر من ساعتين، جاءه النبأ بأن الكمية نفدت، وأن عليه تدبر أموره أسبوعاً كاملاً حتى يفتح المعبر التجاري مع إسرائيل أبوابه.
أخذ المواطن الذي قال إنه ليس بمقدور امرأته إعداد وجبة الطعام يضرب كفاً بكف، ويلعن الاحتلال والمعابر التي يقول إنها توصد لإحكام الحصار على غزة، متسائلاً عن دور الحكومة التي تديرها حركة حماس تجاه الأزمة.
ويضطر المواطنون تحت وطأة افتقاد الاحتياجات الأساسية، ولا سيما خلال إغلاق المعبر بسبب الأعياد الإسرائيلية إلى البحث عن بدائل للغاز والوقود كالحطب وأفران الطين، فضلاً عن لجوء تجار الخرسانة إلى طحن الركام استعاضةً عن مشتقات مواد البناء والإسمنت التي يحظر إدخالها.

تحكم في الحياة

كرم أبو سالم، أو ما يصطلح عليه إسرائيلياً بـ«كيرم شالوم»، هو المنفذ التجاري الوحيد الذي يربط القطاع بالعالم عبر إسرائيل. أصبح هذا المعبر الصنبور المتحكم في حياة المواطنين المحاصرين بعد هدم الجيش المصري الأنفاق الأرضية الواقعة أسفل الحدود الفلسطينية - المصرية عقب «30 يونيو».
في غمرة تدفق البضائع عبر الأنفاق ما بين عامي 2009-2013، تجاهل القطاعان الحكومي والخاص في غزة المعابر مع إسرائيل. هذا أعفى الاحتلال بطريقة أو أخرى من تحمل مسؤولياته تجاه القطاع وفق اتفاقات السلطة وتل أبيب السابقة.