قرر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إرجاء المناورة السنوية للجبهة الداخلية المعروفة بـ«نقطة تحول» التي كان مزمعاً إجراؤها الشهر المقبل، معلناً أن السبب هو العجز الذي تعاني منه موازنة الجيش.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن قرار الوزير الإسرائيلي جاء بالتنسيق مع رئيس الأركان بيني غانتس، لكن أياً منهما لم يحدد موعداً جديداً لإجراء المناورة.
يأتي هذا الإعلان كخطوة إضافية في تصعيد المواجهة التي يخوضها يعالون مع وزارة المالية وعنوانها المطالبة بزيادة موازنة وزارته على ضوء أزمتها المالية.
وكان يعالون قد أطلق رصاصة البدء في المواجهة قبل أيام حين أعلن أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن «المؤسسة الأمنية واقعة في حالة انكسار على مستوى الموازنة»، محذراً من الانعكاسات الخطيرة لذلك على مجمل نشاط الجيش، بما في ذلك جاهزيته العسكرية لخوض حرب.

وقال يعالون لأعضاء اللجنة إن الجيش الإسرائيلي أوقف التدريبات، وإن هناك ضرراً قاسياً سيلحق بكفاءة الجنود ومشاريع أخرى يلتزم الجيش تطويرها، متهماً «المالية» بتقصيرها في وفاء التزاماتها تجاه المؤسسة العسكرية، وهو ما نفته الوزارة التي اتهمته في المقابل بإعطاء الأولوية للمخصصات المالية لأفراده على حساب الأمور الأخرى.
وتشير التقديرات إلى أن الجيش الإسرائيلي يطمح عبر الضغوط التي يمارسها على المالية إلى زيادة ملياري شيكل على موازنته هذا العام، ونحو 4 مليارات شيكل أخرى في العام المقبل، علماً بأنه، الجيش، كان قد حصل في تشرين الأول الماضي على زيادة مقدارها 2.75 مليار شيكل من أصل 4.5 مليارات طالب بها تحت بند الإضافات في موازنة عام 2013.
يطمح الجيش
إلى زيادة 2 مليار
شيكل على موازنته

وجرت العادة في إسرائيل أن يحصل الجيش دائماً على زيادات إضافية في موازنته السنوية المقررة، وذلك بعد حملات ضغط شنّها أمام الرأي العام، ملوّحاً بتأثر جاهزيته العكسرية سلباً إن لم يُستجب لطلباته.
في هذا السياق، قال مصدر أمني رفيع إن تأجيل «نقطة تحول» خطوة أولى في الطريق نحو إيقاف التدريبات داخل الجيش على الإطلاق»، محذراً من أن هذا التأجيل «ليس لعبة ولسنا نهوّل». وأضاف المصدر: «هذا هو الواقع. لقد نفدت مواردنا، ونحن نوقف أنشطتنا، ونتيجة لذلك سوف ينخفض مستوى كفاءتنا واستعدادنا دراماتيكياً، ليس فقط في الجبهة الداخلية، بل أيضاً في القطاعات الأخرى، بما فيها الوحدات المقاتلة».
وتحاكي مناورة «نقطة تحول» تعرّض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لسقوط صواريخ معادية، وتشارك فيها قيادة الجبهة الداخلية وبعض الوزارات وسلطات محلية وشركة الكهرباء والشرطة وجهاز التربية والتعليم.
يشار إلى أن إسرائيل بدأت إجراء هذه المناورة سنوياً منذ ما بعد «حرب لبنان الثانية»، وكان من المفترض أن تكون مناورة هذا العام الثامنة على التوالي، وهي تحمل اسم «نقطة تحول 8».