القاهرة | أغلقت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باب الانسحابات من الانتخابات المقرر إجراؤها يومي 26 و27 أيار الجاري، فيما احتدمت المنافسة بين المرشحين المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، بعدما تأكد إدراج اسميهما نهائياً وعلى نحو غير قابل للتراجع في أوراق الاقتراع، التي سيجري البدء في طباعتها في غضون ساعات، وسط إجراءات أمنية مشددة وسرية.
وأثارت حملة المشير عبد الفتاح السيسي الجدل أمس، بعدما حذفت زاوية البرنامج الانتخابي من الموقع الرسمي للحملة خلال الساعات الماضية، وإثر حديث بعض القائمين عليها عن أن المشير «لن يطرح برنامجا انتخابيا له جدول زمني لتنفيذ وعود محددة، بل سيكتفي بالخطوط العامة التي يتحدث عنها في لقاءاته المختلفة خلال فترة الدعاية».
وأوضح رئيس المكتب الإعلامي لحملة المشير السيسي، أحمد كامل، لـ «الأخبار» أمس «لم اقل إن المشير لن يطرح برنامجا انتخابيا، ولا اعلم ما إذا كان هناك برنامج سيُطرح على المواطنين خلال فترة الدعاية أم لا، لست مختصاً في هذا الأمر، وهناك آخرون في الحملة يمكن سؤالهم»، فيما حاولت «الأخبار» الاتصال بمنسق الحملة السفير كارم محمود، لكنه لم يجب على الهاتف.
وتعرضت الحملة لنقد ساخر من تصريحات مسؤوليها بعدم وجود برنامج انتخابي للمشير السيسي حتى الآن، برغم إطلاق الدعاية الانتخابية منذ اسبوع، مع أن منافسه حمدين صباحي طرح برنامجا كاملا قابلا للتنفيذ مع بدء الدعاية الرسمية، وبدأت حملته جولات في المحافظات من أجل التعريف به.
وحتى الآن لم تطرح الحملة عبر صحفاتها الرسمية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أي برامج للمشير، او مشاريع عملاقة ينوي تنفيذها بعد وصوله إلى الحكم، فيما اكتفت بنشر مقاطع من لقاءاته واجزاء فيديو للقاءاته مع مختلف التيارات، التي بدأت خلال الفترة الماضية.
وركزت حملة السيسي خلال اليومين الماضيين على فاعليات الحملات الشعبية لتأييد المشير في الشوارع، التي تبناها حزبا المؤتمر والتجمع اليساري، اضافة إلى جبهة مصر بلدي، التي يتولاها وزير الداخلية الأسبق اللواء احمد جمال الدين، حيث نظموا عدة فاعليات في محافظات مختلفة. كذلك يقوم عمرو موسى بجولة في الولايات المتحدة خلال الفترة الحالية، ضمن حملة دبلوماسية لحشد دعم قوي للمشير للوصول إلى السلطة، وهي جولة تختلف عن الجولة التي سيقوم بها رئيس اتحاد طلاب مصر محمد بدران في دول الخليج، لحشد أصوات المصريين الموجودين في الخليج، بالتزامن مع اقتراع المصريين في الخارج، الذي يبدأ يوم 15 أيار الجاري لمدة 4 أيام.
على العكس، ارتفعت أمس اسهم المرشح المنافس حمدين صباحي، بعد لقاء تلفزيوني أجاب فيه عن كافة الاسئلة المحرجة التي تتعلق بحياته ومصادر تمويل حملته وبرنامجه الانتخابي، منتقداً منافسه المشير عبد الفتاح السيسي، في هجوم يعدّ الأقسى من نوعه، بعدما تحدث عن رفضه لنظام مرسي، واعتبار شرعيته سقطت، فيما كان السيسي بحكم موقعه كوزير دفاع يقوم بتحية مرسي عسكرياً، باعتبار الأخير القائد العام للقوات المسلحة.وأكد حمدين في المقابلة التي نجحت في تغيير وجهة نظر بعض الشباب المعارضين له، والداعين إلى المقاطعة، أنه رفض عرضا من مرسي بعد وصوله للحكم بأن يكون نائباً لرئيس الجمهورية، في وقت قبل فيه السيسي أن يكون وزيرا للدفاع في ظل نظام جماعة الإخوان المسلمين، وذلك في إطار رده على اتهامات التحالف مع الإخوان في انتخابات مجلس الشعب في 2011.




توقع المرشح الرئاسي حمدين صباحي أن يتعامل الجيش معه «وفق مبدأ الاحترام المتبادل» اذا اصبح رئيساً، مشيراً إلى أنه سيعمل على أن «يكون الجيش قويًا يحمي أمن مصر». ورأى صباحي أن هتاف «يسقط حكم العسكر» أضر بالثورة المصرية، واستغلته جماعة الإخوان المسلمين، وأحدث فجوة بين الجيش الشعب. ورد على سؤال عن مستقبله السياسي، إذا لم ينجح في الانتخابات، أوضح صباحي أنه سيشارك في المعارضة الوطنية من خلال المشاركة في انتخابات البرلمان والمحليات. وحول موقفه من المشير عبد الفتاح السيسي، إذا ما نجح في انتخابات الرئاسة، قال صباحي «الرجل أدى دوره، وشراكته في السلطة متاحة، ومن الممكن أن يكون مستشاري الأمني بخبرته، وهذا في النهاية يرجع إلى رغبته»، مستبعدا في الوقت نفسه توليه أي منصب تنفيذي إذا ما نجح منافسه.
(الأناضول)