3 غرف في جنيف ستجمع الوفود السورية سيجول في ما بينها الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا ودبلوماسيو الأمم المتحدة.
المكابرة السعودية ــ التركية برفض تعديل قائمة الوفد المعارض المشكّل بعد اجتماع الرياض، أفضت إلى تشكيل وفد معارض ثانٍ، من أبرز أسمائه رئيس حزب «الإرادة الشعبية» قدري جميل، ورئيس تيار «قمح» هيثم مناع، ورئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي صالح مسلم.
وزير الخارجية الأميركي جون كيري سمع من منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب قبل أيام، ما أراد الدبلوماسيون السعوديون قوله دون ترميز: «هذه قائمتنا ولن نقبل أي تعديل عليها».
الصدمة كانت أميركية أكثر منها روسية، فواشنطن التي أسهمت في بناء «المجلس الوطني السوري» ثمّ نعته ليشكّل «الائتلاف»، تسير وفق الاتفاقات المشتركة مع الجانب الروسي، وبداية الالتقاء الواضح بين الطرفين هو القرار 2254، وحتمية إطلاق مسار للحل السوري وأولوية محاربة الإرهاب.
تأخير 6 أشهر يعني خسارة واشنطن المزيد من الأوراق

القطبان متفقان على ترحيل الخلافات حول تفسير بنود مسار الحلّ، لكن الرياض ظهرت كأنها تريد اليوم استثمار طاولة المفاوضات لتعويض خسائرها في الميدان.
مصدر سوري معارض معنيّ بالمفاوضات يوضح أنّ التعنّت السعودي ناجم عن جهل مقصود بقراءة حركة الأقطاب الدولية، فهو يرى أنّ هناك حالياً قطباً يصعد وآخر ينزل، والتوازنات الدولية المتغيّرة لمصلحة موسكو في سوريا تجعل الأميركيين أكثر عجلةً لإطلاق قطار المفاوضات، «فتأخير 6 أشهر إضافية يعني خسارة واشنطن المزيد من الأوراق، وسنة تعني الخسارة اكثر».
في المقابل، تجتمع «الهيئة العليا للمفاوضات» في الرياض اليوم لاتخاذ قرارها النهائي الذي يبدو قاتلاً إن كان برفض الذهاب، وهذا ما لا ترجحه مصادر متقاطعة.
كذلك، تعوّل بعض أطراف «معارضي الرياض» على بطء مسار «جنيف» بانتظار تغيّر ميداني ما أو في اقتناع واشنطن بأن «موسكو تشغّل بالتوازي مؤتمر جنيف مع العمل الميداني لتوائم تقدّم الجيش السوري مع حلول تفرضها في المفاوضات».
قيادي في «هيئة التنسيق»، أحد أبرز تشكيلات «وفد الرياض»، أشار لـ«الأخبار» إلى أنّ القائمة المسرّبة لأعضاء الوفد التفاوضي قبيل اجتماع كيري ــ لافروف في زوريخ ليست نهائية وهي قابلة للتعديل، وجاءت لجسّ نبض الطرفين الدولين.
لكن زيارة الدبلوماسي الأميركي للرياض يوم السبت الماضي أظهرت الشرخ بين الرؤيتين السعودية والأميركية، رغم محاولة أطراف من «قائمة الرياض» اظهار الأمر على أنه «موجّه ضد موسكو التي تدعم آلة القتل في سوريا».
والردّ الأميركي والأممي على تداعيات زيارة كيري النارية للسعودية جاء على لسان دي ميستورا أمس الذي قال: «بموجب قرار مجلس الأمن أنا مخوّل بدعوة أكبر طيف ممكن من المعارضة السورية».
وحول مسألة تصنيف «جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» طرح معارض سوري «مخرجاً» للاتفاق على «إرهابية» التنظيمين من عدمهما، تفضي بطلب موافقة الفصيلين على فكّ أي ارتباط بـ«جبهة النصرة» (لكون الأمر محسوماً بالنسبة إلى العلاقة مع «داعش»)، وإعلان التنظيم «القاعدي» إرهابيّاً يجب قتاله. بالمحصلة، اتفقت موسكو وواشنطن على بحث مسألة «لائحة الإرهاب» خلال جولات جنيف المتواصلة لمدة ستة أشهر، والاكتفاء حالياً بلائحة مجلس الأمن المشتملة على «النصرة» و«داعش» و«خراسان».
المعارض قدري جميل قال لـ«الأخبار» إنّ الوفد «الموازي» يجب أن يكون بالعدد نفسه لقائمة الرياض وبالصلاحيات نفسها. ولفت إلى أنّ التوافق الروسي ــ الأميركي على بدء الحوار السوري ــ السوري سيفضي إلى شهور طويلة من اللقاءات المتواصلة بمعدل «أسبوعين لقاءات وأسبوع راحة».
بدوره، قال دي ميستورا أمس إنّه ما زال يعمل على إعداد قائمته، وتوقع إصدار الدعوات اليوم الثلاثاء وإجراء المحادثات يوم الجمعة. ويتمثل الهدف في إجراء محادثات على مدى ستة أشهر تسعى أولاً للتوصل إلى وقف إطلاق النار والعمل بعد ذلك على إيجاد تسوية سياسية. ولفت، في مؤتمر صحفي في جنيف، إلى أنّ «وقف إطلاق النار سيشمل كامل أرجاء البلاد باستثناء المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة». وأشار إلى أنّ «اجتماع الرياض سيكون فاعلاً أكثر عندما يعرفون أن الدعوات سترسل غداً (اليوم)».
وأكّد أنّ على جميع الأطراف عدم فرض شروط معينة قبل انطلاق المفاوضات، مضيفاً: «لا تندهشوا... سيكون هناك الكثير من المواقف. الكثير من الانسحابات أو المشاركات نتيجة سقوط قنبلة أو قيام شخص بهجوم... يجب عدم الشعور بالاكتئاب أو التأثر، لكن من المرجح حدوث ذلك. المهم هو الحفاظ على الزخم».
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي إنّه يتوقع اتضاح الرؤية خلال يوم أو يومين، وعبّر عن دعمه لقرار دي ميستورا التريّث بعض الوقت لإعداد قائمة المعارضين. وأضاف خلال زيارة إلى لاوس: «لا نريد أن نتخذ القرار ثم تنهار (المحادثات) في اليوم الأول. الأمر يستحق يوماً أو يومين أو ثلاثة أو أياً كان».