يلتقي اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإجراء عملية تقييم شاملة للمفاوضات التي استمرت تسعة أشهر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن اللقاء لن يتناول مسألة العودة إلى المفاوضات «بقدر ما سيكون التركيز على استعدادنا لتقييم شامل للمفاوضات السابقة»، موضحاً أن أبو مازن ليس لديه أي مانع من لقاء كيري في أي مكان «خاصة في حال كان الحديث عن تقييم المرحلة الأخيرة من المفاوضات وتحديد أسباب إخفاقها وماذا يمكن أن يحدث في المستقبل». وكان عباس قد عقد لقاءً مسبقاً مع المبعوث الأميركي مارتن انديك، ثم استقبل مستشارة الأمن القومي للرئيس باراك أوباما سوزان رايس في مدينة رام الله بعد إعلان إسرائيل إنهاء المفاوضات الاسبوع الماضي.
رايس نفسها قالت إن «إدارة أوباما ستبقى ملتزمة قضية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين رغم انهيار المسعى الدبلوماسي الذي قاده كيري واستمر تسعة أشهر». وأضافت خلال حفل في واشنطن بمناسبة ذكرى إنشاء إسرائيل: «رغم أننا وصلنا إلى توقف في المفاوضات، لكننا نشجع الطرفين على التحرك نحو مستقبل للسلام».
وفي موقف أكثر تصلباً، ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته ملتزمة بشأن دفع عملية السلام مع الفلسطينيين عبر المفاوضات «لكنها لا يمكنها التباحث إلا مع حكومة يلتزم المشاركون فيها أسس السلام». وحذر نتنياهو من طوكيو رئيس السلطة عباس بأن إسرائيل ستعتبره مسؤولاً عن أي صاروخ يطلق من قطاع غزة إن واصل جهوده لتحقيق الوحدة مع حركة حماس. وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رأى من جهته أن العودة إلى المفاوضات مع الجانب الفلسطيني لن تكون قريبة رغم الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية. وقال ليبرمان خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست إنه يرى انفراجاً قريباً يسمح بالعودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين، متهماً الرئيس الفلسطيني بالتهرب من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل «مهما عرضت عليه الأخيرة من مقترحات».
وأضاف ليبرمان: «الفلسطينيون يخشون التوجه مرة أخرى إلى مؤسسات الأمم المتحدة، لأن واشنطن ستتوقف في مثل هذه الحالة عن تحويل الأموال إلى السلطة». هنا، ذكر عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أن أميركا وإسرائيل «حاولتا إحباط المصالحة الفلسطينية منذ اللحظة الأولى لتوقيعها، في محاولة من أجل إبقاء الشعب الفلسطيني في دائرة الانقسام»، لكنه لم يذكر تفاصيل عمّا قال إنها محاولات لإفشال الاتفاق سوى «إعراب واشنطن وتل أبيب عن استيائهما من المصالحة بين فتح وحماس».
بالتزامن مع ذلك، علق الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة جيمي كارتر على المصالحة الفلسطينية بالقول إنها خطوة إيجابية نحو السلام بين السلطة وإسرائيل، «لأنه لا يمكن تطبيق اتفاقية سلام تعقد مع جزء من الشعب الفلسطيني دون الجزء الآخر». وأوضح كارتر في مقالة له نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» أن الخطة الفلسطينية في الأشهر القادمة واضحة نسبياً، وهي «تشكيل حكومة وحدة والتوسع في المشاركة في مؤسسات الأمم المتحدة... رغم المعارضة الأميركية والإسرائيلية لهذا التحرك، القرار الذي اتخذه قادة منظمة التحرير وحماس لتجاوز خلافاتهم والتحرك نحو الانتخابات خطوة إيجابية».
وكان المستشار السياسي لرئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية، يوسف رزقة، قد دعا السلطة برئاسة عباس للانضمام إلى ميثاق محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، ما يعزز توافق حماس وفتح على الخطوات التي تحدث عنها الرئيس الأميركي الأسبق.
(الأخبار)