جرعة «معنويات» أعطاها الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيس «الائتلاف» السوري المعارض أحمد الجربا أمس. فخلال لقاء الأخير مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، دخل أوباما ليشارك في الاجتماع. مشاركة لم تعدّل حصيلة مكاسب زيارة الوفد السوري المعارض للولايات المتحدة، التي اقتصرت على الدعم الكلامي، وسبقتها زيادة دعم «السلاح غير الفتاك».
وأعلن البيت الأبيض، في بيان، أنّ أوباما ورايس نددا بـ«استهداف نظام (الرئيس بشار) الأسد المتعمد للمدنيين بالغارات الجوية، بما في ذلك استخدام براميل متفجرة، بالإضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية والأغذية إلى المواطنين المحاصرين». وتابع البيان أنّ الجربا شكر الجانب الأميركي على «ما مجمله 287 مليون دولار من المساعدات الأميركية للمعارضة، وأشاد بموقف الولايات المتحدة التي تقدم أكبر مساعدة إنسانية للاجئين السوريين والمقدرة بـ 1,7 مليار دولار». إلا أن البيان لم يأتِ على ذكر طلب تقدم به الجربا في السابق للحصول على أسلحة مضادة للطائرات.
واعتبر «الائتلاف السوري»، بدوره، في بيان، أنّ المحادثات كانت «مشجعة وبناءة»، وأنها خطوة نحو شراكة أقرب بين الشعب السوري والولايات المتحدة من أجل وضع حد للمعاناة في سوريا وللانتقال نحو الديموقراطية.
وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية القطري خالد عطية، في موقف لافت، أنّ تسريع تسليح المعارضة السورية ليس خياراً متاحاً حالياً. كلام الوزير القطري جاء خلال مقابلة مع صحيفة «لو تان» السويسرية، قبل المشاركة في اجتماع «أصدقاء سوريا» في لندن اليوم.
في سياق آخر، وفي إطار ردود الفعل على استقالة الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إنّ الإبراهيمي «لم يفشل في المهمة التي أوكلت إليه»، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأسد «هو السبب في هذا الفشل». ولفت إلى أن الرجل «قام بمهمته في أجواء شهدت ازدياداً ملحوظاً في أعداد العناصر الأصولية في سوريا».
بدوره، أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن أسفه للاستقالة، محملاً دمشق مسؤولية عدم نجاح محادثات السلام. وأكد أنّه «لا يمكن أن يتحقق السلام في سوريا إلا على أساس الحل السياسي، لذلك سنواصل العمل بكل قوة من أجل تلك الغاية».
وفي السياق، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنّ استقالة الإبراهيمي يجب ألا تعطل الجهود الدبلوماسية. وأضاف إنّ «روسيا تفترض أن الذي سيخلف الإبراهيمي في المستقبل سيضمن الاستمرارية بعد رحيله». ورأى أنّ «أهم شيء هو أنّ الحكومة السورية مستعدة لمواصلة الحوار. نشجع ونؤيد دمشق في ذلك».
من جهته، عزا الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، استقالة الإبراهيمي، إلى إخفاق مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته لوقف القتال الدائر في سوريا.
في سياق آخر، نفت «الجبهة الإسلامية» ما قاله وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، حول تدريب أحد فصائلها لـ«خلية» بغرض شنّ هجمات على مصر.
وقالت الجبهة، في بيان، إن ما جاء على لسان ابراهيم «من أن خلية ما قد تم تجنيدها في قطر وتدربت عند حركة أحرار الشام الإسلامية (أحد فصائل الجبهة) في سوريا لتعود وتنفّذ هجمات في مصر غير صحيح».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)