دمشق | صناعيو الألبسة السوريون توجهوا إلى بيروت بعدما بات صعباً على المستوردين القدوم إلى دمشق نظراً الى الظروف الأمنية. وبعد تجربة مقبولة لغرفتي الصناعة والتجارة في مصر، كان الخيار التوجه إلى الدولة الجارة وتنظيم معارض فيها باعتبارها من أسهل الدول لجهة التأشيرات بالنسبة للسوريين وللعرب، كما أنها شديدة القرب من سوريا، ومن اليسير على معظم الراغبين في المشاركة الحضور إليها.
وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق نائب رئيس رابطة مصدري النسيج فراس تقي الدين أن معرض «رابطة المصدرين الأول» الذي نُظّم في بيروت في أيلول الماضي تحت اسم «سيريا مودا» حقق نتائج فاجأت الجميع، وشهد توقيع عقود بلغت قيمتها نحو 60 مليون دولار. ولفت الى أن الرقم «كان جيداً ومهماً للجميع، وخصوصاً أن كثيرين من الصناعيين خسروا رؤوس أموالهم، وعندما تمكنوا من تصريف جزء من بضائعهم عادت السيولة إلى أيديهم وتمكنوا من معاودة العمل». وأشار تقي الدين، في حديث الى «الأخبار»، إلى أن أولى مشكلات الصناعيين السوريين، المتمثلة بالتصريف، قد حُلّت. وبقيت مشكلة الإنتاج، وهي مشكلة كبيرة، وخصوصاً أن معظم المصانع موجودة في الريف المشتعل. لذا كان الحل، بعد الفرصة التي نالها الصناعيون من خلال المعارض، في إعادة توزيع مصانعهم من خلال إقامة عدة ورشات في المناطق الآمنة.
بعد تجربة بيروت الناجحة الأولى، كانت التجربة الثانية في معرض شباط الفائت، وقد حققت أيضاً نتائج جيدة بالنسبة للصناعين. إذ إنهم، بحسب تقي الدين، «استعدوا له أكثر، وسجل مبيعات تجاوزت الـ70 مليون دولار وشهد مشاركة كبيرة من الصناعيين السوريين». وتبع ذلك تنظيم معرض «موتكس»، في الأيام الماضية، وهو معرض «استثنائي ومخصص لفترة الأعياد، وما حُقّق فيه من نتائج يعدّ مقبولاً». ويراهن تقي الدين على معرض «موتكس» المقرر تنظيمه في آب المقبل، ويرى أن نجاحه سيعيد ولادة الصناعات النسيجية السورية كافة بعد سنوات من التراجع نتيجة الظروف، وقد يفتح الباب أمام عودة بعض الصناعيين الذين سافروا إلى الخارج.
وبعيداً عن بيروت، ينظر الصناعيون إلى التعاون مع دول لم تقاطع سوريا وتقيم معها علاقات جيدة، في مقدمها إيران. وأوضح تقي الدين أن اتحاد المصدرين يبذل جهوداً حثيثة لإقامة «البيت السوري» في إيران، لافتاً إلى أنه سيكون بمثابة المعرض الدائم للمنتجات السورية هناك، و«خصوصاً أننا كاتحاد نحرص على تنمية التصدير لما يحققه من قطع أجنبي للبلد».
ومنذ بداية الأحداث، ترك الكثير من التجار والصناعيين البلاد بحثاً عن فرص استثمارية في الخارج، يؤكد تقي الدين أنهم في الغالب لم يحصلوا عليها، «لهذا حرصوا على إبقاء ارتباطات لهم في سوريا، ومصانع بقيت تعمل ولو بطاقة إنتاجية ضئيلة، على أمل العودة في أسرع وقت إلى متابعة أعمالهم في الداخل». ويبدي تفاؤله بأن «الفترة الصعبة مرت، والواقع اليوم هو تأقلم السوريين مع ظروفهم وسعيهم لمتابعة حياتهم وأعمالهم».